أيامٌ مباركات - عبد السلام عابد
ها هو شهر رمضان المبارك، شارف على الرحيل، مرت أيامه سريعة، وهي أيام مباركات مليئة بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، يا لسعادة من استثمر هذه الأيام!، وسجل في كتابه الأعمال الصالحة، وامتثل لأمر الله، وصام وصلى، وأدى عباداته خير أداء، وقدم للناس الخير والعون والمساعدة، وقام بمسؤوليات وظيفته المؤتمن عليها، بجد وإخلاص، وتصدق من أمواله، وابتعد عن الفساد بأشكاله وأنواعه كافة، وغيّر حياته نحو الأحسن والأجمل.
ويا لسعادة مَنْ متن علاقته مع الناس، وصالح مَنْ خاصمه وسامحه، وبر بوالديه، ووصل أرحامه، وكان لطيفا مع أطفاله وزوجته وأسرته، وزملائه وجيرانه، تقرب منهم، ابتسم في وجوههم، وقدم لهم النصح والفائدة والمشورة، وصام لسانه عن الغيبة والنميمة، وأعاد الحقوق إلى أصحابها، وكان إنسانا مؤمناً مهذباً، تتبدى مظاهر إيمانه، من خلال أقواله، وأفعاله، وسلوكه مع مَنْ حوله ، والمحيطين به.
إنّ الصيام فرصة للإنسان؛ لدراسة واقعه، وغربلة أفكاره، وتعميق فكره وإيمانه، ومراجعة سجل أعماله، ومعالجة أخطائه، وتصويب مسار حياته، وتنقية قلبه، مما ران عليه من غبار الأيام. ولعل هذه الفرصة السانحة للتغيير الإيجابي والتجديد، لم تنتهِ بعد، وما زال أمامك أيها الإنسان الوقت الكافي للمراجعة، فهل أنت مستعد لخطوة البداية...أم أنك ما زلت سادرا في غيك وضلالك؟. قال تعالى، في محكم كتابه العزيز: (قل، يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله، إنّ الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم).