وجوب القضاء على الفلتان قبل فوات الأوان ( 1 ) - أ . سامي ابو طير
أغرب من الخيال ما يحدث فيك يا وطني الحبيب في هذه الأيام و الليالي العظيمة من شهر المغفرة و الرحمة و العتق من النار ، إن الغرابة تتجلى في أن رأس الفتنة قد أينعت و تجلت في أحداث القتل التي تمت بدمٍ بارد تحت ذرائع واهية ذات أجندات مشبوهة ، و لذلك مهما كانت تلك الدوافع و أياً كانت فلن تُشرِع و تعفي القتلة كما أنها ليست مُبررا بالمُطلق كي يؤخذ القانون باليد بعيدا عن الدولة و الجهات المختصة تشريعا لقانون الغاب و تدميرا لمكاسبنا الوطنية.
الغير معقول و ما لا يتم القبول به أبدا هو أن ما حدث بالأمس في شهر رمضان الكريم من إراقة للدماء الطاهرة يُعتبر عملاً إجراميا خارج عن نطاق العقل و المنطق و القيم ، كما يتعارض تماما مع تعاليم الدين الاسلامي الحنيف ، فما بالك بالقتل و سفك الدماء في ليالي القدر العظيمة ؟!
الحقيقة أنه بدون رتوش أو مقدمات فإن المؤكد هنا هو أن تلك الأحداث الدموية التي ارتكبها الجُناة المُجرمين من فضائع في نابلس و يعبد من سفكٍ للدماء و قتل للأنفس بغير حق تعتبر أعمالا إجرامية من بوادر الفتنة السوداء ، و إيذاناً بالخطر الداهم للفوضى النكبوية التي قد تستعر و ترقى وصولا للفلتان المُدمر الذي يعتبر بحد ذاته عملاً إجرامياً مقيتا و مدسوساً لصالح إسرائيل و أعوانها الخونة .
و إلا بماذا نُفسر أن المُجرم عندما يرتكب جريمته فوق الأرض الفلسطينية فإنه يهرب لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي أو إلى الأماكن الواقعة تحت سيطرتها ، ومن ثم يتم توفير ملّاذ آمن له يحول دون تنفيذ العقاب الذي يستحقه أو ردعه عن اقتراف مزيدا من تلك الجرائم ؟
" التفسير الحقيقي هو أن الاحتلال الإسرائيلي يُريد بقاء السلطة و أجهزتها الأمنية ضعيفة لأغراض تآمريه خسيسة و مكشوفة يعلمها الجميع و سأتطرق لها في الجزء الثاني من هذا المقال "
إن الفوضى و الفلتان الأسود هما العدو اللدود لفلسطين نظرا لأخطاره المُحدقة و تأثيراته السلبية والمريرة على القضية الفلسطينية بمُجملها في هذا الوقت الحسّاس الذي تمر به خلال مسيرتنا الوطنية نحو الحرية والاستقلال ، كما أن الفلتان ما هو إلا ذاك الخنجر المسموم الذي يطعن به أعداء فلسطين خاصرتها و ظهرها من الخلف كي لا تقُم لها قائمة بعد ذلك !
الفوضى و الفلتان هما الوجه الأسود القبيح للاحتلال الإسرائيلي لأنه الوحيد المستفيد و المعني من حدوث تلك الفوضى ، ومن ثم يعمل على تغذية الأوضاع و الظروف المحيطة بنار الفتنة عن طريق الأيادي الخبيثة من الحاقدين الجاحدين و أعوانه الخونة .
المؤكد بأن أي سلاح بعيدا عن الدولة و أجهزتها الأمنية وتحت أي اسم كان انتمائه أو لونه و يتم توجيه فوهته نحو صدر الفلسطيني البطل و أبناء أجهزتنا الأمنية التي تعمل على حفظ أرواح الناس و ممتلكاتهم ما هو إلا سلاحاً مأجورا عميلا يخدم أعداء فلسطين بقيادة إسرائيل و أعوانها الخونة .
لذلك إن القول الفصل و ليعلم القاصي و الداني بأن فوهة البندقية التي تُصوب نحو صدور الأخوة وأبناء الوطن دون العدو الاسرائيلي هي بندقية مأجورة وخائنة للوطن ومنافية لتعاليم ديننا الاسلامي القويم وتعمل لصالح الأعـداء و على رأسهم إسرائيل و أعوانها .
لذلك يجب الوقوف بكل قوة و حزم أمام تلك البنادق المأجورة التي تعيث في الأرض فسادا ، كما يجب محاربة فوضى انتشار السلاح القاتل بأن يكون لنا سلاحا واحدا وحيدا يتواجد لدى حُراس فلسطين الأوفياء من أبناء الأجهزة الأمنية الوطنية لأنهم الأقدر على حماية الوطن بعيدا عن الشعارات الرنانة التي أعادتنا إلى عهد النكبة الكبرى !
لماذا الفلتان و ألم تعتبــروا يا أهلنا و أحبابنا في الضفة من نكبة غزة ؟!
لا نامت أعين الجبناء و بكل صراحــة إن الذين يتراقصون و يتناغمون مع إسرائيل سراً و علانية ضد قيادتنا الوطنية بقيادة الرئيس "ابو مازن" هم المسئولون أولاً و أخيرا عن الفوضى و الفلتان لأغراض خبيثة في نفوسهم أولا ( تدمير السلطة و الاستيلاء على الحكم ) ثم تقديم خدمات جليلة لإسرائيل ستحصل علي جزء منها مباشرة بالخلاص من قيادتنا الوطنية ، و أما الجزء الأخر فستحصل عليه فيما بعد أو تحديدا عند حدوث الحل النهائي ( بيع فلسطين و القدس في سوق النخاسة) إذا كُتب لنكبة الفلتان بنهاية نكبوية على غرار نكبة غـزة سابقا !
لأجل ذلك من يقف خلف الفوضى و الفلتان للقضاء على فلسطين و حلم الدولة و الاستقلال يعتبر خائنا عميلا بكل معانى الكلم ، و لذلك يجب المحافظة على فلسطين و حلم الحرية من خلال الضرب بكل قوة و بدون رحمة أو شفقة على رؤوس أعداء فلسطين الخونة ، كما يجب تعريتهم و فضحهم و كشف دسائسهم الخيانية أمام الشعب ، بالإضافة إلى تقديم رأس الأفعى الداعمة للفلتان لعدالة الوطنية والمحاكمة الفورية !
لذلك حــــذاري و ألف حـــذاري و يجب أن تحافظوا على فلسطين بأي ثمن !
إن حدوث تلك الأحداث و مثيلاتها من وقت لأخر من أجل أن تعم الفوضى و تنتشر ثقافة و سياسة القتل بين أبناء شعبنا الفلسطيني من أجل إضعاف سلطتنا و إرباك قيادتنا الوطنية لاستنساخ نكبة الانقسام الأسود في غزة ، كما أن الهدف الرئيسي من خلف تلك الأحداث هو تدمير مكتسبات الشعب الفلسطيني و القضاء على أمل الحرية و الدولة المستقلة ،و بالتالي التدمير المُمنهج المقصود لحلمنا و مشروعنا الوطني وفقاً لطموحات العدو الاسرائيلي و أعوانه الخونة !
لذلك أتوجه بنداءٍ عاجل إلى السيد الرئيس محمود عباس "ابو مازن" و إلى جميع الأخوة قادة الأجهزة الأمنية وجميع حُراس عرين فلسطين الأبطال و أبناء شعبنا الفلسطيني بضرورة الوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص لفرض النظام و القانون حِفاضاً على جسم المشروع الوطني الفلسطيني و حمايةً للأرواح الطاهرة و دفاعاً ممتلكات أبناء فلسطين و معالم دولتنا المستقلة .
كذلك يجب القضاء على الفلتان حفاضاً على هيبة الدولة ممثلةً برجل الأمن الحامي الأول للنظام و القانون ، كما يجب دعمه و مساعدته مع إعطائه الصلاحيات الكاملة للقضاء على الفتنة في مهدها ومهما كلف الأمر !
يجب الوقوف أمام تلك المظاهر المنبوذة السوداء لأن الفوضى والفلتان هو أمرٌ غاية في الخطورة على القضية الفلسطينية برمتها لأنه يعتبر مقدمة لاستنساخ ظروف الانقسام الأسود المرير مرة أخرى للقضاء على الحلم و المشروع الوطني الفلسطيني نهائياً .
ومن هنا كانت ضرورة الوجوب ثم الوجوب بالضرب بيدٍ من حديد على رؤوس الخارجين عن القانون من دُعاة الفتن و الخراب و من يقف خلفهم من أصحاب الأجندات اللاوطنية المشبوهة ، كما يجب الحفاظ و فرض الأمن بأي طريقة كانت لأنه أساس الحياة على أرضنا الفلسطينية و دون ذلك فهو النكبة و كوارثها السوداء !
" الأهم هو وجوب الحفاظ على ضفتنا الحبيبة بالنواضج لأنه إذا ضاعت الضفة (لا قدر الله) مثلما ضاعت غزة سابقاً بسبب الفوضى و الفلتان " ... و عندئذٍ فماذا سيبقى لفلسطين ؟
لذلك نعم و ألف نعم من أجل فلسطين الحبيبة و لا للفوضى و الفلتان الأسود و من يقف خلفه !
فلتعلمــوا يا أهلنا في الضفة الغالية بأنكم أمل فلسطين الأخير بعد اقتطاع غزة بعيدا عن حضن الوطن الدافئ ، و لذلك يجب أن تحافظوا على أمل فلسطين وحلم الشهداء بالحرية و تحقيق مشروعنا الوطني الفلسطيني بالضرب بكل قوة و بيدٍ من حديد ضد كل من تسول له نفسه بنشر الفلتان و قتل الأرواح الطاهرة من أبناء فلسطين تحت أي حجة كانت لخدمة أهداف شريرة تصب في النهاية لصالح إسرائيل و أعوانها الخونة !
فلسطين فوق الجميع و مصلحتها أكبر من الأشخاص و العائلات و أصحاب الأجندات اللاوطنية ، و لذلك لا تتهاونوا و لا تستكينوا أبدا لأن الأيادي السوداء الخفية تستخدم نفس الأدوات التي استخدمتها سابقا في غزة لنشر الفوضى و الفلتان المُدمر لمشروعنا الوطني الفلسطيني و دولتنا المستقلة .
إياكم من التهاون و رمي الأعباء و المسئولية على الأخر ( كل فرد يقول و أنا ما لي دخل وهكذا ..) ولكم هنا عبرة من نكبة غزة حتى لا يشمت فينا الأعداء و تتراقص إسرائيل فرحا و طربا بينما تسيل دماء شعبنا هباء منثورا !
ليكن شعاركم دائما هو الحفاظ على مكتسبات فلسطين من خلال العمل الجماعي و الاستعداد باليقظة و الحذر ، و لا تصغروا الأمور نهائيا لأن النار الحارقة تأتي من صغائر الشرر !
كما فليعلم قادتنا الكرام بأن الحزم و القوة بعيدا عن التخاذل و المحسوبية من أهم أسباب النجاح و سيادة القانون إذا ما أردتم القضاء على الفوضى و الفلتان المُدمر ، ولهذا يجب القضاء بالقوة على مظاهر الفوضى و إخماد نار الفتنة و الفلتان لنتفرغ لمواجهة الاحتلال من أجل تحقيق حلم الشهداء و الأسرى و الجرحى في تحقيق الحرية و الاستقلال .
أيها الأبطال عُشاق الحرية و الأوطان ! اليوم و كل يوم فلتعلمــوا أن فلسطين الغالية تدعوكم و تناديكم بأن تتكاثفوا و تتراصوا صفا واحد كالجسد الواحد لإبعاد الأخطار عن أهلنا في الضفة الغالية من أجل مواصلة المسيرة الوطنية تحت قيادة السيد الرئيس محمود عباس "ابو مازن" لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي و إقامة دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشريف .
أخيرا أتوجه إلى العلي القدير بأن يُجنب شعبنا الفلسطيني أخطار الفتن و مكائد الأعداء و أن يرد كيدهم إلى نحرهم ، كما أسأله في عُلاه أن يرحم شهدائنا الأبرار و يدخلهم فسيح جناته .