وكأن معدة الغزيين تهضم الزلط - تمارا حداد
تعتبر عادة طهي الاسماك في فترات الاعياد من العادات الفلسطينية المتوارثة ، والأسماك من اهم الاغذية الاساسية المفيدة للإنسان ، ولكن فساد قلوب وأخلاق البعض ادى الى بيع الاطعمة الفاسدة ، وهذا ما حدث في قطاع غزة حيث العشرات من المواطنين في القطاع ما يقارب 1300 مواطن تسمموا نتيجة تناولهم سمك " الرنقا " ، فبدل ما ان يمضوا فرحة عيدهم بين اقاربهم وأهليهم امضوها في المستشفيات وساحاتها .
فبعض التجار تاجروا بأرواح المواطنين وبالذات الفقراء والبسطاء من اهل القطاع . فاستباحوا ارواحهم وأجسادهم لجني المال الوفير وزيادة ثرواتهم . تجاهلوا وتناسوا تجارتهم المشئومة وغشهم المشئوم . فنشروا السم في اجساد المواطنين ومنحوهم الموت ليدمر صحتهم ويقتل ابدانهم وكأن هؤلاء التجار يعتبرون ان معدة الغزيين تهضم الزلط . فلم يعلموا انهم قبل ان يكون غزيين هم آدميين يتضررون بالأطعمة الفاسدة مهما كان صغر فساد هذا الطعام .
ففساد التجار وجشعهم وغياب الرقابة وانعدام الضمير واللهث وراء حلم الثراء السريع وتحقيق المكسب الوفير ، اضر بعشرات من المواطنين في قطاع غزة ورفح وخان يونس وخزاعة وخاصة عائلة ابو ريدة . فهم يشكون من اضطرابات ونزلات معوية حادة مرافقة للقيء والإسهال وتقلصات شديدة في البطن وارتفاع في درجة الحرارة وهبوط عام نتيجة تناولهم اسماك " الرنقا "
فاسماك الرنقا تعرضت لارتفاع حرارة الجو وعادم السيارات والذباب والتراب والميكروبات الدقيقة والبكتيريا ادى الى افراز سموما في الاسماك وبالتالي تسمم من يتناولها . فهي مليئة بميكروبات السالمونيلا والميكروب العنقودي والكولوستريديم والبيوتيولونيم . وهذه الميكروبات تصل الى الاسماك عن طريق تلوث المياه .
وهذه الاسماك لم تصطاد من بحر القطاع وإنما دخلت عن طريق معبر مصر وإسرائيل . والكثير من الابحاث اوجدت ان نهر النيل يحتوي على 11 % من الاسماك المصابة بالميكروبات او ينتقل من الانسان الى الاسماك اثناء التداول . ووجود سمك الرنقا في علب من الصفيح ووجود الملح ادى الى تفاعله مع الرصاص وصدأ الحديد وبالتالي فساد هذا السمك وبالتالي تسمم من يتناولها . وقد يستغش المواطنين بسلامة هذا السمك نتيجة غياب ضمير البعض ورشه باللون الاصطناعي والذي يعطي لهذا السمك لونا اصفرا زاهيا مما يظهر هذا السمك للبعض انه صالح للاستعمال .
فالتاجر الفاسد ومعاونيه نزع فرحة العيد في قلوب البعض وخاصة الاطفال فبدل قول كل عام وانتم بألف خير اصبحت المقولة حمدا لله على السلامة . نتيجة التسمم المعوي الذي اصاب الكثير من المواطنين في غزة نتيجة اكل الرنقا . فأصبح يعانون من الاسهال الشديد والآلام الشديدة في البطن وقيء وارتفاع في درجة الحرارة وهذا السمك ضار جدا نتيجة تكاثر ميكروبات المحبة للملح واسمه " الميكروب العنقودي الذهبي " فضلا عن وجود الملح الضار للجسم السليم والمريض .
فبيع الغذاء الفاسد محرم شرعا . فالأولى لهذا التاجر ان يحرص على سلامة المواطنين وان يتجنب ايذائهم . فالتاجر الذي يعلم بانتهاء صلاحية هذه الاسماك يجب ان يعاقب ويحاكم حتى يكون عبرة له ولغيره . فالصين صاحبة الديانة البوذية يعاقبون من يبيع الاطعمة الفاسدة بالإعدام ونحن المسلمون اصحاب ديانة سامية ورسالة سماوية نبيع الضمير ونبيع الاطعمة الفاسدة . وقد يكون بعض التجار اقدموا على ارشاء البعض من اجل ادخال تلك الاسماك الفاسدة . ولكن على الجهات الرقابية ولجنة التفتيش الصحي ان يفحصوا الاسماك وان تفرق بين السمك الطازج من الفاسد حرصا على سلامة المواطنين .