من حق الاسير بلال كايد في اطلاق سراحه بعد انتهاء محكوميته - تمارا حداد
من داخل مستشفى برزلاي تكمن ثورة الامعاء ، من اجل استعادة كرامة الاباء في غابة السيادة الصهيونية العنصرية التي يسودها التوحش بكل حر وشريف وضعيف . الاسير بلال كايد يضرب عن طعامه مدة تفوق 35 يوما من اجل ثورة الحق والحصول على حريته .
اعتقل الاسير بلال كايد بتاريخ 14 / 12 / 2001 على اثر مقاومته للاحتلال في اطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . وحكم عليه 14 عاما ونصف وقضاها ضمن معترك قاسي بتحقيقات وتعذيبات وعزل انفرادي وإهمال طبي عاش سنوات يؤمها الآلام والأحزان . لم يكتفي الاحتلال بهذا الحكم الجائر بحقه والذي قضاها الاسير .
انتهت محكوميته بتاريخ 13 / 6 / 2016 ولكن أبى الاحتلال ان يخرجه ليحوله الى حكم الاعتقال الاداري وهذه سابقة خطيرة بحق الاسرى جميعا . وهذا الحكم منافي للقوانين الدولية اذ لا يجوز ان يتجدد الاعتقال بعد انتهاء محكوميته فمن حق الاسير في اطلاق سراحه بعد انتهاء محكوميته حسب المادة ( 132 ، 134 ) في اتفاقية جنيف الرابعة.
فمنذ ان حول الاحتلال الاسير بلال كايد الى الاعتقال الاداري قرر الاسير الاضراب عن طعامه بتاريخ 15 / 6 / 2016 . يقول محمود كايد وهو اخ الاسير بلال كايد القاطن في عصيرة الشمالية شمال نابلس .
ان اخاه متواجد في مستشفى برزلاي في القسم الباطني معزول وبعيد عن الناس وبعيد عن الاقسام الاخرى في المستشفى . متواجد في غرفة لا يسمح لأحد للدخول اليه .
ومتواجد في غرفته اربع حراس من الشاباص اثنان من عسقلان واثنان من ريمون .
اظهر اخ الاسير المضرب عن طعامه ان اخاه مكبل بالسرير بكلبشات بالايدي والأرجل و فوقه كاميرات للمراقبة وأجهزة التصنت ، كل ساعة ونصف يدخل عليه اجهزة المخابرات من اجل الضغط عليه بفك اضرابه ولكن الاسير بلال كايد متمسك بحريته دون تفاوض او شروط ويرفض الابعاد الذي اشترطه الكيان الصهيوني بحق الاسير بلال كايد . وشرط الابعاد حسب الاتفاقيات الدولية غير جائز حسب المادة ( 49 ، 132 ) حيث اقرت في اتفاقية جنيف الرابعة بحق الاسير في العودة الى بيته وعدم ابعاده .
فسياسة الابعاد تعتبر من السياسات الخطيرة التي تمارسها اسرائيل . وهذا الابعاد عقوبة ثانية له تحتاج الى ضوابط فهي ممارسة قسرية غير قانونية ويمثل انتهاكا خطيرا وخرقا فاضحا لاتفاقية جنيف الرابعة . والمادة ( 147 ) تعتبره جريمة حرب ويحظر النقل الفردي . وكما ان قانون روما الاساس للمحكمة الجنائية الدولية يعتبر ان الابعاد جريمة حرب وعرف الابعاد القسري انه تهجير قسري للأشخاص المعنيين عن طريق الطرد . كما ان المادة السابعة ( د ) من قانون روما نصت ان الابعاد القسري يشكل جريمة ضد الانسانية .
لا يتناول الاسير بلال كايد سوى الماء الفاتر منذ 36 يوما يرفض تناول المدعمات والفيتامينات . رغم ان مدير المستشفى يعرض عليه بتناولها إلا ان الاسير بلال كايد يرفض ذلك من اجل استعادة حريته وكرامته . فصحة الاسير بلال كايد متدهورة يعاني من آلام بالفقرات لا يستطيع الوقوف ، ويتحدث ببطء ويعاني من الشقيقة والتي كان يعاني منها من قبل بسبب الاهمال الطبي اثناء تواجده في المعتقلات الاسرائيلية .
يعاني من ارهاق عام ودوخة مستمرة خاصة عند الوقوف وألم حاد في الظهر ويعاني من اغماءات متكررة نتيجة نقص الاملاح والفيتامينات .
رغم اضرابه ورغم جسده المنهك ورغم الارهاق والألم إلا ان معنوياته عالية وعزيمته لا تلين فمطلبه واضح ووحيد حريته بدون مقابل . اما عن والدة الاسير رهيبة فهي صامدة وقوية تشتاق لولدها المبعد عنها منذ 15 عاما فهي تتمنى لقياه بعد هذه الفترة الطويلة رغم مرضها المزمن .
ولا تريد ان تفارق الحياة بدون ان ترى ولدها الاسير بلال مثل ما حدث لوالد الاسير بلال كايد الذي توفي 2015 دون ان يرى ولده بلال كايد .
يناشد اخ الاسير بلال كايد كل المؤسسات والمنظمات التي تعنى بقضية الاسرى بالوقوف بجانب الاسير بلال كايد حتى اطلاق سراحه .
فكل وقفة او مظاهرة او صوت او مسيرة ستكون دعما وإسنادا لقضية بلال الانسانية والمركزية والتي تحتاج الى استعمال اسلوب الضغط على الاحتلال لاستعادة حريته ومن اجل بزوغ فجر العدالة وليطوي صفحة الظلم والمهانة لكرامة الاسير بلال كايد و لوقف هذا الاعتقال الاداري والذي هو منافي لاتفاقية جنيف الرابعة حسب المادة ( 78 ) . فالأسير بلال كايد يضرب عن طعامه من اجل ثورة الحرية والإرادة ليزيل الظلام ويكشف الستار عن جور السجان ..