علامات على الطريق - تيسير قبعة سلاما! يحيى رباح
تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني "برلمان فلسطين في الوطن والشتات"، والقيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذاكرة وطنية شامخة، واحد من جيل التأسيس، وعندما قامت منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964، كانت قواعدها ومؤسساتها الجماهيرية قد سبقتها الى التحقق على يد الطلائع الأولى من شبابنا الخارق، اتحاد طلبة فلسطين اسسه ياسر عرفات وكان تيسير قبعة احد رؤسائه الذين جاءوا بعد فترة وجيزة، واتحاد العمال اسسه صبحي الخفش، واتحاد المرأة اسسته عصام عبد الهادي، واتحاد المعلمين اسسه جميل شحادة وعبد الله حسن.
وعلى هذه القواعد الراسية في الوطن والشتات تحولت منظمة التحرير من مجرد فرضية غامضة الى كيان مادي ووجود حقيقي على الارض، ثم جاءت انطلاقة الثورة، فتح، الجبهات في تواليها لتضع لفلسطين حضورا بعد غياب، ودورا مركزيا بعد الوقوف على الابواب، ومصدرا للتجربة بعد التلهي بتجارب الآخرين، هذه هي عظمة جيل التأسيس، جيل القيامة الذي ينتمي اليه تيسير قبعة.
وفي موقعه الاخير كنائب لرئيس المجلس الوطني، ظل تيسير قبعة مدافعا في مقدمة الصفوف عن الشرعية الفلسطينية، شرعية يعتبر الدفاع عنها وتحصينها وتفعيلها باستمرار هي المعركة الاولى المقدسة عن كل الوطنيين الفلسطينيين فهما تعددت عناوينهم السياسية، فقد ظلت وحدة المؤسسة الوطنية هدفه الأعلى الذي لا يغيب، وكان يؤمن ان اي نوع من الحاق الأذى بشرعية المؤسسة الوطنية أو الحاق الانقسام بالهوية الوطنية كفر مباح لا يقبل الغفران.
غاب في الزمن الصعب، لكن ذاكرته خالدة وكل المؤسسين في شجاعة وبطولة اجيالنا الجديدة، وفي تمسكنا بالامل، وفي الاصرار الجمعي لشعبنا بأن فلسطين هي اول الكلام وآخر الكلام.
فليرحمه الله ولروحه المجد والسلام.