ذاكرتنا في تراثنا الشعبي الفلسطيني المقاوم - تمارا حداد
رغم المعوقات والتحديات التي يواجها الشعب الفلسطيني إلا انه ما زال يحافظ على تراثه الشعبي الفلسطيني . فالتراث يحفظ ذاكرة الشعب الفلسطيني وسلاح ضد السياسة الاسرائيلية ، ورسالة للجميع بأنه سيحل محل كبارنا الذين يرحلون وربما ترحل ولكن تراثنا لا يزال يقاوم .
ان تراثنا الفلسطيني متأثر بتباين التضاريس الفلسطينية ان كانت البحرية والساحلية والسهلية والجبلية والصحراوية ، ويتأثر بحيثيات وأبجديات العادات والتقاليد والأغاني والأهازيج الفلسطينية . فمنذ فجر التاريخ نرى التراث الفلسطيني منصهر بالحضارة الكنعانية . فتنبع اهمية التراث الفلسطيني من عمق شعور الانسان الفلسطيني بالانتماء وأصالته . كما ان هذا التراث يكشف ثقافة الشعب المتراكمة عبر العصور وكذلك ويعبر عن ملامح الشخصية الوطنية بين الفلسطينيين ويهز وجدانه الفلسطيني بالإضافة الى قيمته الجمالية .
فنظرا لما يواجه الشعب الفلسطيني من التهويد والتهجير فنحن احوج الى تراث موحد ورموز مشتركة تحافظ على ترابطنا ووحدتنا كشعب واحد متماسك اكثر من أي وقت مضى . هنا تكمن اهمية جمع التراث الشعبي وحمايته لان ضياعه يعني فقدان الهوية وفقدان ملامح الثقافة الفلسطينية المتوارثة فالحفاظ عليه واجب وطني وأخلاقي . وإذا لم نبادر بالحفاظ عليه ستتضاءل الفرصة في حمايته وبالذات بعد وفاة المعمرين .
والثقافة الفلسطينية لدى الشعب الفلسطيني متوارثة كمورد وطني كإحياء الحرف اليدوية وصناعة الخشب والخيزران والتطريز وصناعة الاثواب اليدوية فكلها داعمة لإحياء التراث الفلسطيني . والتراث ليس فقط باللباس الشعبي والصناعات الشعبية وإنما يتعدى الى الادب التراثي الشعبي ويشمل الحكاية الشعبية والأمثال والألغاز والطرفة والأغاني الشعبية .
فالأدب الشعبي يخلق حالة من التوازن بين القيم المادية والقيم الاخلاقية الانسانية . وتعتبر اللهجة الفلسطينية من التراث الشعبي لها قيمة وطنية فهي تعبر عن الهوية الفلسطينية . فالمثل الشعبي هو نتاج تجربة شعبية طويلة تحولت الى عبرة وحكمة مثل الفاضي يعمل قاضي . اما الحكاية الشعبية فهي قصة ينسجها الخيال الشعبي نسمعها من افراد ويتوارثها الاجيال . اما الطرفة فهي الدعابة التي تثير الضحك والبسمة . اما الغناء الشعبي فهو يعكس الصورة الحية لأشكال الحياة وهمومها ويعبر عن مدى المزاج الوجدان الجماعي مثل اغنية وين ع رام الله . وهناك من الاغاني الشعبية تغنى في المناسبات الفلسطينية كالحناء والدحية والسحيجة والزفة تشملها الزغاريد الفلسطينية ولا يكتفي الادب الشعبي بالأفراح من خلال الاغاني بل بفترات الاتراح والأحزان فهناك غناء ادبي شعبي يخصها .
اما الزي الشعبي الفلسطيني فهو سجلا يحفظ بين طياته دلائل حال الامة وعاداتها وتقاليدها فهذا السجل التاريخي يطرز على القماش مما يجعل منه هوية ثقافية وتاريخية ويعبر اجتماعيا بارتباط الانسان بأرضه . ولكل قرية ومدينة فلسطينية زيها الخاص بها والزي الفلسطيني هو حامل الهوية الفلسطينية وشاهد على التاريخ الفلسطيني . فبعض الاثواب ترى عليها المجسمات والأشكال الهندسية والبعض الاخر مطرز بالنجوم والصور الرمزية . وهناك اثواب المخمل الاحمر والأبيض والأسود تحت مسمى ثوب الملكة . هناك الاقمشة المقصبة بالحرير والاثواب المقلمة والجلاية وكل ثوب له قطبة مميزة مثل قطبة الفلاحة والمناجل والنول ومنها يحتوي على العروق .
يتكون لباس المرأة من البشنيقة والإزار والملاية والفستان والثوب . اما عصائب المرأة فهي الصفا والوقاة . اما لباس الرجل يحتوي على القمباز والسروال والعباية والبشت والحزام وعمائم الرجال . اما غطاء الراس فهي الشطفة والحطة والكوفية ثم العقال والطاقية .
فالتراث الفلسطيني يهندس العقل والروح وسلاحا فتاكا لحماية تراثنا من الاندثار . وما زال التراث الشعبي الفلسطيني يقاوم.