المسفر.. وجبهة القبائل الثلاث !!موفق مطر
يا د. محمد مسفر كفوا السنتكم الناطقة الناتقة شراً علينا، ابلعوا رؤوسها الحارقة المنفوخة نحو نسيجنا الوطني، ابلعوا ريقكم لعلكم اذا ذقتم مرارة سموم السنتكم واقلامكم، تفرون من لدغها، وتدعونا وشأننا، فأنتم لستم احرص منا على ابناء جلدتنا – حتى وان اختلفنا – فنحن واياهم يجمعنا الوطن، أما انتم فلا يجمعكم بهم الا ميثاق ( الجماعة ) الآيلة للسقوط وانتم اول العارفين ان الجماعات والأحزاب تذهب مع رياح الشدائد والأزمات، أما الأوطان فتبقى للأبد.
لا غريب ولا عجيب أمر د محمد مسفر في تعامله مع الشأن الداخلي الفلسطيني، فهو كمثل سادي يتلذذ برؤية الآخرين يموتون، فيدعي علم الطب فيما هو يلوث راس ابرته ( قلمه) في السم، فيغرزها في وريد القلب الفلسطيني.
لا مفر أمام المشتغلين في ( مجزرة القضية الفلسطينية ) الا الطاعة وتنفيذ أدوار سلخنا احياء حتى لو جاءت متكاملة منسجمة دوران سكاكين ليبرمان ونتنياهو، ورياح محمود الزهار العدائية المسممة بالعداء والكراهية حتى النخاع للوطنية الفلسطينية، وكانه مكتوب على الفلسطيني الوطني كمقام الرئيس محمود عباس التعرض لهجمات الضباع فور خروجه سالما من هجمات الكلاب البرية، فهؤلاء مفتونون بمشهد الدماء المسفوكة، ويرغبون بإغراقنا في مستنقعاتها
يعلم المسفر وهو الحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية ان انقلاب حماس في صيف العام 2007 وخروجها على القانون الأساسي الفلسطيني، واستيلاء مسلحيها على قطاع غزة بقوة السلاح، بعد تسلمهم مقاليد الحكومة وتكليف اسماعيل هنية بتشكيل الوزارة حسب النظام اثر الانتخابات التشريعية في العام 2006، وتهريب الأموال والسلاح هو ما استدعى الحصار على قطاع غزة، ويعلم ايضا - حتى وان غفل عن الحقيقة او حاول لي عتقها - أن حماس راس حربة الاخوان المسلمين قد نفذت الضربة الأولى لدحرجة ( احجار دومينو ما سمي بالربيع العربي ) ودخولها، ودخلت بالانقلاب تحت عنوان الانتخابات لعبة ( الفوضى الخلاقة ) واسهمت بمخطط تقسيم دول الوطن العربي وتفكيك كياناتها واضعاف نظمها السياسية بانحيازها الى جماعة الاخوان المسلمين في اقطار عربية ،كمصر وسوريا وتدخلت عسكريا حتى ضد حليفها في سوريا وفي مصر العربية ايضا، حيث كادت رياح الحراك الجماهيري التي ركبها الاخوان المسلمين أن تعصف بهذه الدول وتسقطها وتمزقها بنزاعات طائفية، وكل ذلك لإنشاء خارطة جديدة للوطن العربي تضع حدود سايكس- بيكو في سجلات الماضي، لذلك ليس صدفة مسارعة محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس الى اعلان قبول حماس دولة فلسطينية بحدود مؤقته ،بدون القدس، لتقدم بذلك للقوى الكبرى عربونا عمليا عن توجهات قيادة الاخوان المسلمين القادمة ورؤيته لمصائر البلدان العربية ما يعني ليس موافقتها بل شراكتها في تنفيذ المشروع الجديدة.
نعم.. فأهلنا في غزة رمز للصبر والصمود، لأنهم بين أنياب فكي وحش يكاد يكون اسطوريا، فك الاحتلال الاسرائيلي وحصاره الذي تستدعيه حماس كلما لاحت فرصة توافق وطني فلسطيني، وجرائم جيش اسرائيل وحروبها الثلاثة المدمرة على غزة التي استدرجتها حماس ـ لا لهدف الا لحصاد التعاطف الانساني والسياسي والدعم المالي للشعب الفلسطيني المظلوم، وفك حماس الذي اتخذت مليوني فلسطيني في قطاع غزة رهائن، تسحب من عروقهم الدماء لتحيي عناصرها ومسلحيها، وتضاعف استثماراتها العائدة فائدتها على خزائن حماس رغم جبايتها المال وفرضها الضرائب اللا قانونية على المواطنين تحت التهديد بالعنف والسلاح.
نفترض نظرة دائرية شاملة من الدكتور المسفر وهذا دأب كل اكاديمي، لكن مقالته الأخيرة تحت عنوان ( دولة قطر تعطي والسلطة في رام الله تمنع ) جاءت كطباخ ( أعور ) يستخدم السميات عالية التركيز بدل المطيبات – وعن قصد – كما بدا في كلمات مقالته، فالرجل يعلم جيدا تفاصيل اعلان الدوحة الذي شهد عليه ومهره بتوقيعه امير قطر الذي استجابت حركة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس لكل مبادراته، فهذا الاعلان نص على تشكيل حكومة وفاق تعمل على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية، لكن حماس اعتقلت وزراء في هذه الحكومة واعتدت عليهم حتى عندما اعلنت الحكومة موعد اجراء انتخابات المجالس والهيئات المحلية، خرج محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس شاهرا سيفه ليقول :" لن نسمح بعودة عباس وسلطته الى غزة تحت جناح الانتخابات " هذا رغم موافقة حماس على الانتخابات، فمن تراه يحارب الشرعية الفلسطينية يا دكتور مسفر ؟!.
قرأ الدكتور محمد المسفر حتما قول قادة دولة الاحتلال في الرئيس محمود عباس واعتبارهم اياه " اخطر فلسطيني على وجود اسرائيل " لكن هيهات بين الذين يقرأون بعين وبصيرة العدائية لحركة التحرر الوطنية ورئيسها وقائدها، وبين الذين يقرأون بعقلانية وواقعية وموضوعية وهذا مالم يذهب اليه الدكتور المسفر في مقالته الطافحة بالعدائية لرئيسنا محمود عباس ابو مازن، فيصطف بنفس الجهة وبذات الاتجاه والتموضع في عملية اغتيال رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس ولو سياسيا كتمهيد لاغتياله بدنيا وتضييع دمه بين القبائل الثلاث ( دولة الاحتلال، ومعاونوها من الناطقين بالضاد، وجماعة حماس الانقلابيين في غزة ).
يعلم المسفر ان الرئيس ابو مازن لم ولن يطلب من حماس الاعتراف (بإسرائيل )، فللشعب الفلسطيني قيادة شرعية هي منظمة التحرير الفلسطينية وهي ممثله الشرعي والوحيد، اعترفت بها كل دول العالم بما فيها دولة الاحتلال، واقرت برنامجا سياسيا تلتزم به كل القوى الفلسطينية، وعلى كل فصيل فلسطيني أن يأخذ سبيل المصالح العليا للشعب الفلسطيني المقرر في البرنامج السياس للمنظمة، لا ان يأخذ الشعب الفلسطيني الى اجندته الحزبية الفئوية، فكيف ونحن نتحدث عن قسم قادة واعضاء حماس بالولاء والانتماء لجماعة الاخوان المسلمين العالمية
صاحب الشهادة في العلوم السياسية الدكتور المسفر، ضيف الفضائيات وهوائها المسموم الدائم يريد من القوى الوطنية في منظمة التحرير الفلسطينية الخضوع والانصياع وراء مفاهيم حماس للصراع، واهدافها التي ثبت ان علاقتها بأهداف الشعب الفلسطيني كعلاقة الأسماك في البحر الميت !.
لقد رعى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لقاءات عديدة بين فتح وحماس في اطار تنفيذ اتفاق القاهرة، ونعتبره شاهدا على نوايا وأعمال حركة فتح والرئيس ابو مازن، فهو لو كان لمس أيا مما تسميها في مقالتك شروط تعجيزية على حماس كالتي تسوقها في مقالتك يا دكتور المسفر، لكان قد صارح بها الرئيس محمود عباس، لكن منطق السياسة وعلومها كانا منحازين دائما الى الرؤية الواقعية والصحيحة التي تتجسد فيها المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
نراك يا دكتور محمد المسفر قد انضممت الى الوجوه السافرة التي لا يردعها حياء او خجل أو حتى ضمير عربي، وأخذت ترمي رئيس شعبنا، وقائد حركة تحررنا بسهامك من الخلف – نفترض الأمان في عمقنا العربي- بأشد من رمي المنظومة الصهيونية التي باتت تقرأ الف حساب لمستقبل دولتها ( اسرائيل) بعد الانتصارات السياسية لشعب فلسطين المناضل وقيادته المخلصة في ميدان القانون الدولي، وتثبيت خارطة فلسطين السياسية في خارطة العالم.