"أحمد هزاع شريم" - عيسى عبد الحفيظ
من مواليد قلقيلية عام 1948. تفتحت عيناه على نكبة شعبه وتشريده من دياره، بحكم موقع قلقيلية على الخط الفاصل بين فلسطين التاريخية وما عرف بعد النكبة بالضفة الغربية، فقد شاهد وهو طفل مأساة اللجوء القسري لأبناء شعبه الفلسطيني الذين ذاقوا مرارة الهجرة واللجوء خاصة في السنوات الأولى للنكبة.
انضم إلى حركة فتح بعد عدوان حزيران 1967 وضياع ما تبقى من الضفة الغربية وكانت بلدته قلقيلية من أوائل المناطق التي احتضنت حركة فتح الوليدة آنذاك. مارس النضال السري ضمن مجموعته حيث اعتقل للمرة الأولى بتاريخ 27/8/1969 وحُكم عليه بالسجن عشرين عاماً، ليبدأ مرحلة جديدة من النضال داخل السجون، مرحلة التصدي والتحدي لسياسة المعتقلات التي تميزت بالبطش فكان له دور بارز في صياغة أبجديات الحركة الفلسطينية الأسيرة حيث تحولت سجون ومعتقلات العدو إلى مدارس نضالية وثورية وفكرية.
أفرج عن المناضل أبو هزاع شريم عام 1989 ليأتي الاعتقال الثاني بعد عدة أشهر فقط حيث أمضى سبعة أشهر ثم أُفرج عنه عام 1991، وبعد انتفاضة الأقصى الثانية تم اعتقاله للمرة الرابعة بتاريخ 25/7/2002 وأُفرج عنه بعد عام في 6/8/2003.
تنقل بين عدة سجون في فترات اعتقاله حيث ترك بصماته في التنظيم والنضال في الحركة الأسيرة في سجون طولكرم، عسقلان، بئر السبع، نابلس، نفحة، الرملة، المسكوبية، الفارعة، عوفر والنقب. كل السجون التي قضى فيها أبو هزاع فترات زمنية مختلفة شَكلت مدارس ثورية ونضالية لأبي هزاع، حيث كان قائداً نموذجياً ولعب دوراً مركزياً في بناء المؤسسة التنظيمية، وخاض مع رفاقه الأسرى اضرابات عن الطعام ومواجهات مستمرة مع السجان في سبيل حقوق الأسرى ومطالبهم الإنسانية العادلة.
شغل الفقيد عدة مواقع تنظيمية وإدارية منها:-
- أمين سر حركة فتح – اقليم قلقيلية.
- أحد مؤسسي اللجنة الحركية العليا في الضفة الغربية.
- مدير عام في محافظة قلقيلية.
- عضو مجلس ثوري لحركة فتح سابقاً.
- عضو مجلس تشريعي عن كتلة فتح في محافظة قلقيلية منذ عام 2006 وحتى رحيله.
- عضو مجلس استشاري في حركة فتح.
- رئيس اللجنة التنظيمية في التعبئة والتنظيم.
- عضو اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر العام السادي لحركة فتح.
انتقل إلى الرفيق الأعلى بتاريخ 21/11/2014 عن عمر ناهز 66 عاماً، وشيع في جنازة مهيبة في محافظة قلقيلية.
كان الراحل أبو هزاع قائداً وحدوياً بلا منازع. وهب حياته كلها للوطن وانتصر على المستحيل وقهر الظلم وخاض مسيرته النضالية بكل عزة وكبرياء حيث أمضى جل حياته في المعتقلات.
رمز نضالي جامع، زاهد في الحياة ومعطاء بلا حدود. والمثل العليا التي ناضل من اجلها ودفع ثمناً غالياً من سني عمره لأجلها.
خسارة كبيرة ومؤلمة فقد كان رمزاً للبطولة والصمود ومثالاً للعطاء والتضحية لكل الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال.
تغمد الله المناضل ابو هزاع بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه مع الصديقّين والشهداء.