الاستيطان غير شرعي لأن الاحتلال غير شرعي .. يحيى رباح
بكل إصرار وتعمد، وبكل استهانه بحقوق الفلسطينيين في أراضيهم، واستهانة بقرارات الشرعية الدولية، تمضي حكومة نتنياهو قدما في مشاريع الاستيطان، وآخرها الموافقة على بناء ستمئة وأربع وأربعين وحدة استيطانية في المستعمرات حول القدس، بينما نتنياهو يستجيب لتفاهات حليفه ليبرمان ويحضر لنقاش حكومي، حول سياسة "العصى والجزرة" التي يريد وزير جيش الاحتلال استخدامها ضد الشعب الفلسطيني.
رد الفعل الأميركي كالعادة جاء صوتا بلا فعل، وكلاما بلا معنى وهو إبداء القلق، والقاصي والداني يعلم أن هذا القلق لا يصرف على أي مستوى، وأن التحالف الكبير بين أميركا وإسرائيل، وفعالية اللوبيات الصهيونية في أميركا، وغياب الفعل العربي على كافة المستويات، سيحول هذا القلق المعلن إلى نكتة سخيفة، وهذا المصطلح الذي استخدمته الحكومة الإسرائيلية ردا على تصريحات مبعوث الأمم المتحدة للسلام في المنطقة مالدينوف حين قال إن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية غير قانوني.
المفارقة المؤلمة جدا، أننا فلسطينيا على مستوى الفصائل وخاصة حماس منهمكين جدا إلى حد السخرية في إظهار كما لو أن الصراع يدور بيننا، وليس بيننا ككل فلسطيني والاحتلال الإسرائيلي بكل مفرداته، وأننا نوغل في هذا الموضوع إلى إسقاط شعبنا في حالة من الجهل المطلق، وعندما نصل إلى أي محطة جديدة في نضالنا نكتشف أن فرسان التراشق والعبثية الفلسطينية من داخل كل فصيل أو من الخارج مع الفصائل الأخرى تخوض معركة دينكوشتية للتعمية على الحقائق، والوقوع تحت إغراء الجهل، والاستمرار في جر الرأي العام وراء خلافات لا معنى لها ولا نتيجة مثلما فعلت بنا وبأمتنا فصائل الإسلام السياسي قي قرابة مئة سنة، حين غادرت قضايانا الرئيسية وذهبت إلى الزيف، وانتهت بالهزيمة الحمقاء.
الاستيطان غير شرعي لأن الاحتلال أصلا غير شرعي، وبدلا من الهروب إلى الخلافات المفتعلة تعالوا ننسق للمعركة القادمة.