امراض .. ( أرباب هٌبَل )!موفق مطر
ما لم نعالج امراض هؤلاء فان العدوى ستنالنا، ومن بعدها لن نجد مكانا ولا انسانا ينصب سرداقا لتقبل العزاء بانتقال وجودنا الى العالم الآخر، ولن نجد في الزمان الآتي من يذكرنا ولو بعبارة.
اولا – مرض ( الزهايمرماس) أي مرض فقدان المناعة الوطنية، وتبخير الذاكرة والثقافة والهوية الوطنية، هذا الفايروس انتجته مختبرات جماعة الاخوان، وحقنت به حماس، واختارت محمود الزهار لنشر هذا الوباء باعتباره، صاحب الجلد الأسمك الذي لا تؤثر فيه الاحاسيس الانسانية, ولا تخترقه لغة التطور الفكري، ولا يتقبل أي اشكال الحياة الوطنية النقية التحررية التقدمية الديمقراطية.
ثانيا – مرض (الضخماخ) اي التضخم والانتفاخ، فالنفخ بالذات، ونفخ الشخصية الفردية والجمعية للمجتمع، من الأفواه المفتوحة على مزبلة التخوين والتكفير، تنفخ الهواء الساخن الحارق السالخ للبدن والعقل والروح أيضا، فتشعر ان رياح السموم لطيفة جدا مقارنة بما ياتيك من افواه المصابين بهذا المرض .
ثالثا- مرض (القبطولة) اي وهم القيادة والبطولة المتمكن من دماغ كثير رغم قلته فعلا، هذا طبعا عندما نقصد متطلبات وشروط واجب توفرها لتبؤ موقع القيادة، وحيثيات ونتائج اي عمل يمكن تقييمه بالبطولي، اذ لا يعقل اقدام شخص ما على تنصيب نفسه قائدا وبطلا، ورصيده في التجربة والخبرة صفر، اما ألأرضية المعرفية، والثقافية او الشرعية بكل مسمياتها فأنها ليست اكثر من (لايكات اصدقائه الفيسبوكيين ).
رابعا – مرض(الخوزقة) اي المصابون بداء التوهم أنهم خارقون للعادة، الظانون أن الناس مرتزقة، يسحرونهم بالشعوذة السياسية، والخطابات الخرقاء المبللة بما يوحي أنها دسم، لكنها مسمومة، تسبب الخرف المبكر، والعجز، لأنهم يجعلون المال مبتغى من يسلمهم امور دنياه الحاضرة والمستقبلية، الذي بعد انتهاء صلاحيته يجد نفسه متربعا على (خازوق) اما هم فمتربعون، يحسبون ارصدتهم ويتابعون ارباحهم في البورصات!.
خامسا – مرض ( ارباب هُبَل) وعلة هؤلاء انهم يتمثلون امامك بمصطلحات دينية، ويمسحون على ذقونهم، ويطبعون جباههم بأختام تجعل ابن آدم البسيط يجزع من قولهم، يلوون ويلونون كلام الله، حتى اذا ضمنوا جماعة يزدادون استكبارا وتسلطا، بعد فوزهم بلعبة الاستحمار، فيميلون الى الظن بأنفسهم آلهة واربابا ينزهون انفسهم ويعصمونها عن الأخطاء والخطايا، فيكفرون ويخونون، ويبعثون الى النار من يشاءون، ويمنحون مفاتيج الجنة لآخرين . واذا ناقشهم عاقل حكموا عليه بالزندقة وقطع الرقبة، وهؤلاء ما هم الا اصنام بشرعية استنسخوا مفاهيم العرب في الجاهلية واسماء آلهتهم الصخرية، فعملوا على تحجير عقول ودين الناس، حتى يعلو (هبل) زمانهم و(لات وعزة) جماعتهم!.
سادسا- مرض (فحولنا) أي استعصاء فحولة الأنا، فكثير منا يسعى لأخذ موضع الذكر الأوحد في القطيع، حتى ولو مازال يافعا، فيدخل معمعة المناطحة مع الكبار بدل التأمل والتفكير بمنهج أعمالهم، واكتشاف سر نجاحاتهم واستخلاص الحكمة منها أو اخضاعها لمحاكاة العقل والتجربة.
فحولة الأنا تكاد تخضع مجتمعنا وتسلبه كل اشكال وأنماط التنظيم والابداع الانساني، والعقلاني وتحوله الى مجرد مطية مستسلم للجرس في رقبة كبش ارضعوه من ضرع اتان.