الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

التطهير الثقافي.. بقلم: حسن سليم

نعم هو تجسيد لشعارها الذي طرحته في الانتخابات التشريعية عام 2006، منقوصا منه الإصلاح، مبقية على النصف الأول بالتغيير. والحديث هنا عن الشق الثقافي، فقد بدأت حركة حماس مبكرا بإعادة صياغته وتشكيله وفق رؤية مجلس الشورى الذي تأتمر بأمره، بهدف "أخونة" الرواية والحكاية والاصطلاحات والمفاهيم.

بداية الغزوات كانت في عهد حكومتها، عندما حظرت وزارة التربية والتعليم كتاب "قول يا طير" في آذار 2007، لشريف كناعنة وإبراهيم مهوّي، وإعدامه، وقيل في وقتها تبريرا بأن القرار جاء حرصا على أخلاق الأطفال وطلبة المدارس، وفي الحقيقة ان القرار يمثل إخضاعا للثقافة، وعودة لمحاكم التفتيش.

وفي العام المنصرم 2015 في تشرين الأول، أقدمت سلطة حماس، التي لا سلطة إدارية لها على المدارس، على إزالة اسم الشهيد غسان كنفاني عن مدرسة في مدينة رفح، واستبداله باسم "مرمرة" مجاملة لأنقرة، على حساب اسم الشهيد الأديب غسان كنفاني، الذي شكل إنتاجه الأدبي تاريخا وهوية للمقاومة الفلسطينية، ودفع حياته ثمنا لنصوصه الجريئة.

وفي هذا العام 2016، لم تكتف حماس بالانتقاص من الذين يرددون "الدحية" في أعراسهم، ووصفها كما كتب ما يسمى وزير الثقافة في سلطة الأمر الواقع على صفحته بأنها "كلام أعجمي بدائي غير مفهوم، ومن أشد الملوثات السمعية، وليست أكثر من جعير"، حتى نهض من أطلق على نفسه أستاذا أكاديميا في الجامعة الإسلامية، ويدعي بأنه أستاذ في تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة، وشغل قبل ذلك موقع وزير الأوقاف لدى حماس، صالح الرقب، ليقترح على طلبته من خلال تغريدة له عبر صفحته على الفيسبوك، رسالة ماجستير بعنوان (الانحرافات الاعتقادية في الشعر الفلسطيني المعاصر- محمود درويش نموذجا)، مضيفا: "طبعا هناك شعراء لهم تخبيصات وهو موضوع يستحق الكتابة كون هؤلاء تم تمجيدهم وتقديمهم على أنهم عظماء في أشعارهم مع أنها مليئة بطامات مهلكات".

بالطبع لو كان محمود درويش "حيا جسدا"، فهو لم يمت بشعره وفكره وثقافته، لم يكن يقبل الرد، سوى بعبارة "تأدب يا صالح"، فكل من قرأ شعره وأبحر في نصوصه، يدرك الغي الذي يعيشه الرقب، ليطوع بيت الشعر، ويقول "وإذا أتتك مذمتي من جاهل، فهي الشهادة لي بأني كامل".

المواقف الظلامية تلك، لا يمكن تصنيفها بأقل من اعتداء كافر على المكون الثقافي، ورموزه، بل هي تطهير ثقافي وجريمة وطنية، وانقلاب على المشهد الثقافي الذي شكل مقاومة عنيدة للرواية الإسرائيلية التي لا تزال تحفر بالصخر لدحض الحقيقة التي تمثلها حكاية فلسطين، ثقافية وإنسانية، قبل إن تكون سياسية وقانونية. 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025