هذا المربع الأمني الأخطر !! موفق مطر
يبدو اننا سنزيد (الزبالة) على اضلاع المثلث الشيطاني: (اسرائيل حماس دحلان) حتى اذا يصدق قولنا او نحن ننبه من مخاطر هذا المربع الخطير. قد يسألنا مرتبك من معنى تشبيك المثلث مع الضلع الرابع، فنجيبه: نعم يا سيدي فالزبالة اساس الفوضى والتشرذم، فهي البيئة الأنجع للكائنات القارضة الآدمية منها والوحشية، وحتى تلك ذات الذيول الطويلة (الجراذين)، فالثالوث الشيطاني اعلاه يعمل جاهدا على حشو أدمغة اتباعه (بزبالة) المنافع الشخصية، وفضلات الفئوية والجهوية المتعفنة، فيصبح الدماغ مجرد حاوية جاهزة للاشتعال لحظة اعطاء الأمر بقدحها!!. أما الضلع الرابع فانه يجبرك على رؤية بلدك في اسفل سلم ترتيب البلدان، رغم مكانتها الحقيقية في المراتب المتقدمة، الضلع الرابع هذا يستفزك الى حد التأفف، والتمني لو انك تستطيع السير في مركز مدينة رام الله والبيرة مثلا وأنت مغمض عينيك. اجتهدت بلدية البيرة كما رأينا خلال السنوات الثلاث الماضية لتحسين اوضاع هذا المربع، فحولت المكان الى ما يشبه الحديقة بتقسيمات جميلة خضراء مرتين خلال هذه الفترة، لكن وللأسف فإن تخريبا متعمدا او غير مقصود، سرعان ما يدمر هذه الانجازات ويحول الجزر الصغيرة الخضراء الى مكبات نفاية طرية وصلبة وعفنة ولزجة، اما الشارع الفرعي الصغير حيث تقف (الفوردات) العمومية لنقل الركاب الى شارع القدس وما بعده فان منظره يوحي لك بأن عمال النظافة مضربون عن العمل منذ اكثر من ثلاثة شهور!!، حتى انك لا تصدق نفسك انك في مركز مدينة رام الله والبيرة الجميلة، بل الأجمل في ترتيب مدن العالم!. لو أن المعنيين في البلدية، ووزارة الداخلية (الشرطة) استطاعوا السيطرة على هذا (المربع) ونجحوا في تنظيمه بقوة القانون، لحققوا انجازا لا يقل عن انجاز المؤسسة الأمنية في ضبط الأمن في مناطق أرادها(الثالوث الشيطاني) مربعا لممارسة طقوس التخريب والتشبيح والبلطجة، فهنا يمارس الفوضويون بلطجيتهم المقصودة او العفوية (سلاح الزبالة)، وهناك يمارسونها (بسلاح اسرائيل) وكلاهما مسعاه توسيخ ذهنية المواطن، بالاكثار من المكاره، واكراهه على كره البلد. المدينة تتجمل، لكنها تحتاج الى ذائقات رفيعة لتحافظ على الانجازات فيها، وتحتاج الى ارادة رجال النظام والقانون، لفرض الجزاء والعقاب على من ينتهك جمال المدينة ونظافتها! فجمال ونظافة مدننا، هو الصورة المعبرة عن حبنا لبلادنا، وايماننا انها تعكس فلسفة حياتنا، أم ان النظافة ليست من الايمان ؟!. لا توجد في بلادنا مربعات امنية بمعناها الدقيق، لكن لو قلنا ان هذا المربع، او الدائرة التي اشرنا اليها من اهم المناطق الأمنية في المدينة، فنحن نعي ما نقول، فهنا التلوث لا ينجو منه الخبز، الخضار، والفاكهة واللحوم والألبسة، ومستلزمات المطابخ، حتى النقود التي تتداولها آلاف الأيادي يوميا، هنا يتلوث ما يأكله ويلبسه ويتناوله ذوو الدخل المحدود وهم الأكثرية في البلد، هنا خطر انفلات صحي لا يقل عن خطر الانفلات الأمني، فاضبطوا هذا المربع، بالتوازي مع التضييق على الثالوث فلعنا نسير بخطي التحرر والبناء المتوازيين الى الدولة بأمان وسلام.