عالم يتغير بقوة ونحن نتغير معه - يحيى رباح
هناك من يقولون إن نجاح دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الاميركية ووصوله لأن يصبح الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الاميركية هو بمثابه ثورة عميقة وواسعة النطاق ضد النخبة السياسية الاميركية التي ظلت تقيس على الماضي في استطلاعات الرأي وتقارير اتجاهات الرأي العام، وفوجئت هذه النخبة الواسعة في الحزبين الرئيسين وليس في الحزب الديمقراطي فقط انه طوال السنوات الماضية كانت تتشكل في اميركا رؤى جديدة للعمل السياسي والاقتصادي في الداخل لا تراها هذه النخبة، بل ترى ما تريد فقط، وهذا ماحدث في كثير من دول العالم في الشرق والغرب والشمال والجنوب وما حدث في الوطن العربي بأكمله في السنوات الاخيرة، ضيق حين حدث طوقان التغيير لاسباب كثيرة متراكمة ولكن النخب السياسية القائمة لم تكن ترى ابعد من انوفها، فكانت الاحداث الدراماتيكية التي لا اشارة واحدة على قرب انتهائها حتى هذه اللحظة.
في ظل هذه المفاجأة في اميركا التي ترفض بعض العقول تصديقها حتى هذه اللحظة، وفي ظل استمرار الارتباك الشامل في منطقتنا، وحالة عدم التأكد التي تصيب الجميع دون استثناء، فإننا فتحاويا وفلسطينيا ذاهبون الى المؤتمر العام السابع خلال ايام معدودات، فلماذا نذهب الى المؤتمر؟ هذا هو السؤال الذي يبدو ابسط البديهيات، ولكن الفلاسفة والمفكرين يقولون ان ابسط الاسئلة هي في الحقيقة اصعب الاسئلة.
فنحن ذاهبون الى قراءة التجربة في السنوات السابقة، واجراء مراجعة دقيقة لخياراتنا السياسية وثوابتنا في واقع يتحرك بسرعة ويتغير باستمرار، وللوصول الى شبه يقين بماذا نريد، ماهي الخيارات الانسب، واختيار قيادة جديدة تدير امور حياتنا السياسية والتنظيمية وتتحمل اعباء ذلك كله على قاعدة اساسية وهي هدف البقاء الفاعل لان الموجود على الارض هو الذي سيكون له نصيب، ولكن عبقرية البقاء لا تعني ضخامة الشعارات، ولا تعني حلاوة الاحلام، بل الذكاء الشديد، وقوة الاستبصار، ليكون لنا مكان في خارطة القادم، نستحقه لاننا عملنا بجدية للحصول عليه، فكيف الحال ونحن نطالب بوطن وعنوان وكيان فوق الارض وهو دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وبغض النظر عن آلامنا الفردية من يذهب ومن لا يذهب، فاننا يجب ان نكون معا، وننجح معا، لأن فتح حين تنجح فان نجاحها للشعب الفلسطيني كله الذي تعرض للكثير ولكنه لم يفقد الطريق ولم يفقد الأمل.