"هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس  

تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس

الآن

عبد الله عطا عطايا - عيسى عبد الحفيظ

الشهيد عبد الله من مواليد عام كفر نعمة أين استقرت عائلته بعد النكبة عام 1948 قادمة من قرية البرج قضاء الرملة.

نشأ الطفل ابن العائلة المهاجرة في كفر نعمة أين تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي حتى وصل الى المرحلة النهائية في العام الذي اندلعت فيه الانتفاضة.

رأي رفاقه في المدرسة والحي وهم يتقافزون لرمي جنود الاحتلال بالحجارة فسارع للالتحاق بالركب، فأصبح يشارك في المواجهات اليومية والتي كانت مدينة رام الله احدى ساحاتها الرئيسية.

الفتى عبد الله عطا عطايا ابن العائلة المهاجرة من مسقط رأسها في قرية فلسطينية وادعة، هاجمتها خفافيش الظلام فاستشهد من استشهد وأرغم الباقون على حزم ملابسهم والمغادرة الى قضاء رام الله، والى قرية كفر نعمة تحديدا ليستقروا بها وليبدأوا حياتهم من جديد. حياة اللجوء والبؤس والحرمان بعد أن كانوا ينعمون بعيش ربما يكون رغدا وربما يكون بسيطا بساطة حياة الفلاحين الفلسطينيين الذين تغلب القناعة على حياتهم حتى لو كانت غاية في البساطة، فالبساطة التي امتاز بها أبناء شعبنا كنز لا يفنى كما يقال.

حطت بهم الرحلة في قرية كفر نعمة ولا عجب فالفلاح يميل لطبقته كما يميل المدني الى المدينة والبدوي الى الفضاء المفتوح.

عبد الله من مواليد عام 1968 حيث اختزنت ذاكرته روايات الوالدين والأقارب عن النكبة، ولم تمض سنوات حتى كانت النكسة التي حدثت وهو في رحم والدته لتزيد البؤس بؤسا ولتضاف النكسة الى النكبة فماذا بقي في ذاكرته سوى المصائب التي تنهال على هذا الشعب.

تفجرت الانتفاضة بينما كان عبد الله يستعد لانهاء مرحلته الثانوية والخروج الى عالم آخر، ربما عالم العمل ليساهم في اعالة العائلة، وربما يقيض له أن يكمل دراسته الجامعية هذا ان تمكنت العائلة من توفير الشروط المادية لذلك.

فجأة حدثت الجريمة النكراء في غزة عندما دهس عدة شباب كانوا عائدين الى بيوتهم من العمل القاسي ولم يكن بالامكان السكوت او المرور دون ردة فعل على شعب قاسى وعانى من ظلم الاحتلال وقهره لسنوات طويلة.

بدأت الحجارة بالتساقط على رؤوس الجنود من كل حدب وصوب، شباب ورجال، نساء وأطفال، مثقفون وعمال، طلبة ومهندسون وفلاحون. هبة جامحة جامعة انضمت اليها كل فئات المجتمع الذي أدرك أن الثورة هي رفض الأمر الواقع، فالاحتلال قائم وجاثم على صدور الناس الذين ضاقت صدورهم بهكذا حالة فانتفضوا جميعا، فإما حياة كريمة والا فالموت أشرف وهذا لم يكن في حسبان الاحتلال الذي اعتقد ان الناس الفتة واعتادته ففقد رشده وقرر ان يحسم الأمر منذ البداية وقبل ان تستفحل الظاهرة ويصبح من المستحيل السيطرة عليها.

صوب الجندي بحقده الأزلي البندقية الى رأس عبد الله وهو يرجم الشياطين برصاصات خمسة فتهتكت الجمجمة الى شظايا وسقط عبد الله وهو قابض على الحجر.

كان ذلك يوم 20/2/1998 وكانت الانتفاضة في شهورها الأولى فكان عبد الله سباقا الى الشهادة وسباقا الى رفض الاحتلال معلنا أن هذا الشعب لن يستسلم ولن يلين ويستكين قبل زوال الاحتلال نهائيا.

أغمض عينيه على صورة الحقول في قريتهم التي سقطت عام 1948 والتي كان يفلحها والده وجده واجداده منذ مئات السنين. سقط وهو يبتسم للأزهار التي تنمو هناك، وللعصافير التي تغرد على سطوح منزلهم الريفي في قرية البرج قرب الرملة. 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025