قبل المؤتمر وبعد المؤتمر!!!يحيى رباح
نحن الشعب الفلسطيني جزء عضوي صميمي من هذه المنطقة العربية ، وغلافها الاوسع وهو الشرق الاوسط، ومهما حاولنا النأي بأنفسنا عن احداث المنطقة فإننا نجد انفسنا في قلبها، بل نحن في صميم المنطقة، ولعل صمود الشعب الفلسطيني منذ وقع ضحية الصراع الدولي قبل مئة سنة هو الانجاز الاكثر أهمية في تاريخ هذه المنطقة، فلقد كانت المعادلات تقضي بشطبنا من الوجود نهائيا، حتى ان وعد بلفور المشؤوم لم يأت على ذكر حقوقنا السياسية، والنظام الدولي قبل الحرب العالمية الأولى وبعد الحرب العالمية الثانية أزال اسمنا عن الخارطة الجغرافية وبقينا موجودين فقط على قائمة الشؤون الانسانية لاجئين، وإغاثة وما الى ذلك وهذا الشعب هو وحده الذي رفض هذه المعادلة، وأعاد طرح قضيته بشكلها الأصلي، شعب له حقوق سياسية بالإضافة الى حقوقه الاخرى.
وقد خطونا خطوات كبيرة في اتجاه تعلية الاعتراف بهذه الحقوق، وذهبنا الى كل معترك يؤكد هذه الحقوق، بداية بإنشاء عنوان شرعي وهو المنظمة نحاول تخليص قضيتنا من ايدي اللاعبين المتعددين على اعتبار ان المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد، واننا دفعنا في جوف هذا الكيان المعنوي وهو المنظمة كل مصادر القوة التي نملكها، فعندما اطلقنا الثورة المعاصرة اكسبتنا الثورة قوة لا يستهان بها في مرحلة الكفاح المسلح في سياقه العالمي بل واستلمنا علم الثورة العالمية، وذهبنا الى مؤتمر مدريد في زمن المفاوضات بواحد على ثمانية من وفد قضت المعادلة ان يكون وفد أردني فلسطيني مشترك، وهذا النصف الفلسطيني من الداخل فقط وليس من الخارج ، ومن الداخل فقط بدون القدس ، ولكن هذا الوفد العجيب اصبح بعد ايام هو الوفد الاهم ، وذهبنا الى اتفاقية اوسلو في عملية محفوفة بالمخاطر، وأسسنا السلطة الوطنية بالضفة وقطاع غزة، وكان هذا معناه الدخول على الجغرافيا من جديد، ونحن الآن في اشتباك واسع النطاق مع اسرائيل على خلفية ما اتفقنا ، وعلى خلفية ما نريده، بينما اسرائيل تريده على خلفية ما يجري في المنطقة العربية وغلافها الإسلامي من اضرابات، والصراع المفتوح بين الاسلام السياسي السني الشيعي، وعلى خلفية ان اطراف كثيرة في المنطقة على استعداد للتحالف مع شيطان الاحتلال الاسرائيلي من اجل البقاء!
ونحن ذاهبون الى مؤتمر فتح العام السابع مطلوب ان ننجو من الحالة الشعاراتية، ان نجدول الاولويات بدقة،ان نختار اختياراتنا القابلة للحياة، واولها صيانة شرعيتنا الوطنية وأن لا نكون ميدانا بلا سياج لعبث الاخرين، ولدينا القدرة والخبرة ان نلتف حول انفسنا ولا نضيع وسط جوقات الشعارات الزائفة.