سقوط نظرية البديل وانتصار نظرية الشريك - يحيى رباح
هذا هو المؤتمر العام الثاني لحركة فتح الذي ينعقد في ظل الانقسام الفلسطيني والذي حدث في صيف 2009 تحت شعار البديل وليس الشريك، حيث ان التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين ومن ضمنهم حركة حماس ذهبوا بعين مفتوحة مع سابق الاصرار والتعمد الى تقدير موقف خاطئ ومناف للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني، ملخصه انهم يعملون ان يكونوا البديل !!.بل انهم قبل الانقسام وبعد الانقسام شكلوا حكومات منفردة، بل عندما جاء وقت الانقسام انقلبوا على حكومة وحدة وطنية برئاستهم، مع ان المعادلة كانت واضحة للعيان بأنها اكبر من امكانياتهم، ومع ذلك فقط تورطوا في خيار الانقسام وعلقوا فيه واصبحوا يرزحون تحت رزاياه، وجعلوا شعبهم يرزح ايضا، وفشل رهانهم على ان الاسلام السياسي له الافضلية في اللعبة الدولية على تحييدهم، فاللعبة الدولية تقوم على المصالح المتحركة ولا يبقى في النهاية سوى هذه المصالح، فهزم التنظيم الدولي هزيمة منكرة في البلد المؤسس مصر، وانحصروا بحيث انهم لا يطلبون الآن اكثر من مجرد البقاء بالحد الادنى، وعدم شطبهم من ذاكرة الامة التي لا يعيش فيها سوى العنوان الوطني فقط.
ومن البداية كما نعرف جميعا، تشكلت فتح كاطار وطني تتفتح وتتعايش تحته وفي حديقته كل الزهور، وهكذا هو الحال في منظمة التحرير تشكلت على هيئة جبهة وطنية عريضة يشارك فيها الجميع لأن طبيعة القضية الفلسطينية وعناصر هذه القضية لا تقوم الا على هذه القاعدة، المشاركة وليس البديل، واعتقد ان اهم واخطر الصعوبات في وجه حماس ومثيلاتها هي هذه المسألة التي لم تحسم في عقلهم الايديولوجي ولا في منهجهم السياسي بعد.
من ثم التأكيد على ضرورة وامكانية عقد المؤتمر السابع للحركة، والساحة الفلسطينية متجهة بهذا المؤتمر الذي فتح الابواب امام حوارات وطنية جادة وامنيات وطموحات وطنية كبيرة، وخصوصا ان البرنامج الوطني يلقى قبولا واسعا للتحقق على مستوى العالم ويواجه استشراسا جنونيا ورفضا يصل الى حد الهوس من دولة الاحتلال الاسرائيلي ونخبها السياسية، الحوار الوطني الواسع بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع لفتح يذكر كله على ما هي الخيارات لكي نواجه ونتجاوز هذا الاستشراس الاسرائيلي في ظل تغيرات دولية واسعة النطاق، ولذلك يسعى المؤتمر لكي تكون أبرز مخرجاته تعزيز وتوسيع قاعدة التصالح والتفعيل الوطني والاحتشاد حول الاولويات الوطنية وصيانة قوة التمثيل الفلسطيني، ومراقبة المواقع والمواقف الجديدة للقوى الدولية، ورؤية الواقع القادم في المنطقة العربية لنكون جزءاً من وليس الانسياق مع المهاترات الصغيرة للهروب من الاستحقاق الكبير.