الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

"الإصرار مفتاح لكل الأبواب".. تمكين الشباب من خلال التعليم الدولي - دونالد بلوم

أريدكم أن تتعرفوا على عبير اليازجي. منذ وقت مبكر، وضعت عبير أمام نصب عينيها تعلم اللغة الإنجليزية والتخصص بها في الجامعة. كانت تطمح جديًّا للدراسة في الخارج، واستطاعت الحكومة الأميركية مساعدتها من خلال منحة "فولبرايت" في درجة الماجستير تخصص إدارة الأعمال في الريادة الاجتماعية بالولايات المتحدة.

فور عودتها، نشطت عبير في مؤسسة "سكاي غيكس" في غزة، حيث دأبت على إخبار زملائها بماهية الابتكار وكيفية بناء الشركات الريادية. بالنسبة لعبير لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فقد فازت بمنحة من مكتب "فولبرايت" في واشنطن لتنظيم مخيم حول ريادة الأعمال، وكانت من ضمن فريقين مختلفين من خريجي برامج الحكومة الأميركية للحصول على منحة بقيمة 25 ألف دولار من الحكومة الأميركية. تعكس أعمالها تلك الروح الريادية والحس بالمسؤولية الاجتماعية التي تتمتع بها والتي تسهم في التنمية والتطور في غزة وحول العالم.

قصص النجاح الفلسطينية هذه كانت اللبنة الأساسية التي مهدت لعقد حوار فلسطيني– أميركي في الشهر الماضي وهو الأول من نوعه في العاصمة واشنطن حول التعليم العالي. هناك التقيت بالدكتور صبري صيدم، وزير التربية والتعليم العالي، ونخبة من كبار المسؤولين الأكاديمين رفيعي المستوى من الفلسطينيين والأميركيين، بالإضافة لشخصيات من القطاع الخاص وذلك للتشاور حول سبل تحسين وتطوير التعليم العالي الفلسطيني.

كم أدهشتني تلك الطاقة وذلك الالتزام نحو التغيير – التغيير الحقيقي الذي سمعت عنه خلال تلك المناقشات. لقد رأيت رؤساء جامعات يتحدثون باسم المعلمين الفلسطينيين ويسلطون الضوء على التحديات المشتركة التي يواجهونها. وكم أعجبني أيضا تضامنهم سويا لجعل هذا اللقاء خطوة أولى وليست أخيرة نحو تعاوننا المشترك.

وكجزء من الحوار قمت بالإعلان عن تقديم منحة لجامعة النجاح بقيمة 342 ألف دولار من أجل تطوير منهج جديد في تكنولوجيا المعلومات والتدريب المهني ما بين جامعة نورث ويسترن والشركات الفلسطينية المحلية. أيضا نقوم بدعم "أطلس كورب" بمنحة قيمتها 352 ألف دولار نقدم من خلالها تدريبا لمدة عام في شركات أميركية لشباب فلسطينيين موهوبين في مجال إدارة الأعمال. هذه ليست سوى أمثلة بسيطة عن الوسائل التي نسعى من خلالها لتوطيد أواصر شراكتنا خلال الأشهر المقبلة.

بالعودة الى عبير. ما هي الدروس المستفادة من تجربتها؟ ما هي العلاقة بين التعليم وريادة الأعمال؟ وكيف يستطيع التعليم الدولي من خلال "تمكين الشباب" الذي هو المحور الاساسي هذا العام في أسبوع التعليم الدولي من تمكينهم من خلال ريادة الأعمال؟

من وجهة نظري الإجابة بسيطة ولكن قوية. الريادة تعني الابتكار. إنها التفكير النقدي وتحدي الوضع الراهن. إنها تشكيل فريق العمل وحل المشكلات ومعرفة سبل رد الجميل لمجتمعك. إنها تعني كل هذه الأمور بحق وصولا إلى عقلية ريادية لا ترتكز فقط على التعليم وإنما أيضا على كيفية التفكير. في كل من جامعة ستانفورد وجامعة ييل توجد معاهد مكرسة خصيصا لتعزيز ريادة الأعمال. هذا التركيز موجود ليس فقط في مجموعة الجامعات في نادي الآيفي وإنما في كافة مجالات التعليم. من أجل هذا السبب توجد في الولايات المتحدة رابطة وطنية من الكليات المجتمعية للريادة من أجل تعزيز الأعمال الريادية كنواة أساسية تحويلية للطلاب.

بالطبع هذا التركيز على الريادية يجب ان يبدأ قبل وقت كافٍ من دخول الجامعة. لذلك نقوم بتمويل برنامج المخيم الاستكشافي الصيفي كامب ديسكفري لأطفال صفوف المرحلة الابتدائية حيث يمكن للشباب اليافعين التعلم والاختراع من خلال الفنون والعلوم. يوجد لدينا أيضا أكبر برنامج في العالم ممول مركزيا لتعليم اللغة الإنجليزية أكسس " ACCESS"، الذي يتيح لطلاب المراحل الثانوية الذين يواجهون صعوبات مادية ولكنهم موهوبون أكاديميا من أن يصبحوا ليس فقط متحدثين باللغة الانجليزية، ولكن أيضاً أصحاب مشاريع فكرية ريادية يقدمون محاضرات في الاقتصاد والعلوم ويتشاركون بأفكارهم حول كيفية تغيير أنفسهم وبالتالي تغيير العالم.

يعد هذا النوع من العمل أحد المهام الرئيسية في القنصلية بما في ذلك برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID" والبيت الأميركي في كل من القدس ورام الله. وهذا يجسد الحكمة في المثل العربي "الإصرار مفتاح النجاح".

هنالك تركيز على الابتكار والريادية في كل ما نقوم به. نستخدم الريادة كوسيلة لجلب الشباب سوياً ولا سيما الفتيات، ولكن أيضا الفتيان، لمساعدة تحسين المجتمعات المحلية والمجتمع بشكل عام. ونحن ندرك ذلك التأثير المضاعف الذي يستطيع من خلاله الريادي المجتهد من التأثير في الاقتصاد والمجتمع والعالم.

وهكذا، يمكننا إعداد الطلاب من أجل أن يكونوا قادة الغد وبناة المجتمع المدني اللازم لقيام دولة فلسطينية في المستقبل. بالتالي يمكننا هكذا أيضا من الاستفادة من "الميزة النسبية" في التعليم الفلسطيني. هذه هي الطريقة المثلى لإحياء الأمل في مجتمع يواجه التحديات ولكنه يتغنى بشبابه الواعد. تلتزم بعثتنا الدبلوماسية هنا في القدس بدفع هذه العلاقة ما بين الريادة والتعليم قدما، من منطلق انه لا يوجد استثمار أكبر نستطيع أن نقدمه لمستقبل الشعب الفلسطيني. وأنا أدرك أنه بإصرار شركائنا الفلسطينيين بالتأكيد بإمكاننا أن ننجح.

* القنصل الاميركي العام- القدس

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024