أسئلة قديمة وحقائق متراكمة - يحيى رباح
لم يتبق سوى ايام قليلة جدا، حتى يلتئم الجميع داخل قاعة احمد الشقيري في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله لانطلاق اعمال المؤتمر العام السابع لحركة فتح، لنحاول ان نحشد ارادتنا، ونجمع شتات افكارنا ورؤانا،ونثري نقاشاتنا لنشكل من خلال المؤتمر ونقاشاته ومبادراته وقراراته انطلاقة جديدة لفتح تكون كما هو الواجب وكما هي العادة، رافعة جديدة للوضع الفلسطيني كله بما فيه من فصائل وحركات واحزاب اتجاهات سواء داخل منظمة التحرير اوخارجها، والوصول الى تحديد رؤانا واولوياتنا الفلسطينية للمستقبل القريب والبعيد للحفاظ على البقاء بفعالية في منطقة مضطربة جدا، واكساب هذه الاولويات كل اشكال التحقق الممكنة الى دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتقد ان يكون الحديث داخل قاعة المؤتمر مختلفا بشكل كبير عن الحديث الذي ساد في الاسابيع الاخيرة خارج القاعه، وأن نحتشد جميعا حول خطورة الاوضاع المحيطة بقضيتنا منذ سنوات طويلة، والتغير الحاد في المواقع والمواقف لدي العديد من الاطراف في المنطقة العربية والغلاف الاسلامي المحيط بنا واختلاف اولويات البقاء لكل طرف من الاطراف.
وعلينا ان نستذكر بقوة ان الواقع حولنا قد تغير بقوة منذ سنوات، منذ ان وقعت اول خطوة من اسرائيل بصناعة الانقسام الفلسطيني في خريف 2005 بانسحاب شارون الاحادي من قطاع غزة لاخراج القطاع من مساره ومصيرة الفلسطيني، وقد عاش الانقسام منذ ذلك الوقت ولابد من انهائه، ثم وقعت احداث ما عرف زيفا بالربيع العربي وتجرعنا في تلك الاحداث خسائر كبيرة هددت قواعد وجودنا في العراق وليبيا واليمن ووصل الحد الى قرار من الجيش اللبناني باحاطة مخيم عين الحلوة القريب جدا من الجنوب اللبناني بسور عازل وابراج مراقبة! وليس ذلك سوى البداية! واصبحت اسرائيل التي تمارس جنون الاستيطان المكشوف والقتل الميداني من عدو بالمطلق الى الحليف المنتظر لكثير من الاطراف، ويحاول كثير من اشقائنا العرب البحث عن دورهم المفقود في هذه البانوراما العالمية المتصارعة الى مناوشتنا في قرارنا المستقل.
المسألة ليست بهذا التبسيط والسطحية المخادعة، من هو العضو وغير العضو؟ ومن هو المرشح وغير المرشح الى اسئلة تتعلق بالوجود واسئلة قديمة واشارات وحقائق متراكمة، هذه هي اسئلة المؤتمر السابع وهذه هي منطقة الحقائق القاسية التي يجب ان يتوغل فيها المؤتمر ويجب ان يهتدي الى النتائج المطلوبة بكل ما اوتي من جدية وحكمة ومسؤولية عالية وخروج من حواكير الضجيج.