انجاح المؤتمر مسؤوليتنا جميعا -عبد الجبار البرغوثي
بعد غد يعقد المؤتمر السابع لحركة فتح جلسته الافتتاحية وعيون ابناء الحركة وابناء الفصائل الفلسطينية دون استثناء، وانظار دول في الاقليم، وانظار حكومة اسرائيل المتطرفة والمنكرة لحقوق شعبنا، والمتنكرة لاتفاقيات السلام، وانظار الولايات المتحدة، ودول المجموعة الاوروبية، تتطلع لرؤية النتائج التي سيخلص اليها المؤتمر، وما هو الجديد فيها وفي اي اتجاه يكون.
كلٌ ينظر من الجانب الذي يهمه ويشغله ويؤثر فيه، وبالتالي فإن المؤتمر يفرض مسؤولية عالية على كل عضو فيه، يجب ان تدفعه نحو تدارس الظروف والواقع وتأثيرها على السعي في اتجاه تحقيق التطلعات والاهداف، وتفرض روح المسؤولية في هذا الصدد، ان نحدد العوامل المساعدة في الوصول الى الهدف، من اجل تعزيزها وتطويرها، وتحديد العوامل المعيقة بغية التغلب عليها وازالتها من الطريق، من اجل ذلك على المؤتمرين ان يتحلوا بنكران الذات، هذه الصفة التي تعتبر شرطا من الشروط الاساسية لعضوية الحركة، فما بالك بعضوية المؤتمر؟. نكران الذات نريده اليوم ، لنخرج من دائرة التنافس والتصارع والاصطفاف للحصول على مسميات والقاب بعيدا عن الاهتمام ببحث الهموم والمصاعب وتشخيص المسار باتجاه الهدف العام.
لا يعقل ان يبرر احد دوافعه بما يسميه "الحق"، فالحق يتعلق بما انت تملكه، وما هو امر خاص يعود لك، اما في المهمة التنظيمية والمواقع الحركية ، فهناك تكليف لا تشريفا، هناك واجبات ترتبت على تلك المهمة وذاك الموقع، تتطلب من المرشح ان يكون كفؤا وقادرا ومستعدا وصاحب تجربة وخبرة مشهودة في المجال. لا يجوز ان يتقدم الصغير على الكبير، فنحن نحتاج حماسة الشباب وحكمة الشيوخ وصاحب التجربة الأبسط على صاحب التجربة الاعمق والاطول ومن لم يتول مهمة تنظيمية على من ما زال يتولى مهمات منذ سنوات طوال.
لا يجوز ان نراكم الكادر على مرتبة تنظيمية واحدة، وموقع تنظيمي واحد والا فان الهيكلية التنظيمية ستهدم، وان الادوار ستختزل في دور واحد وان الجسم التنظيمي المكون من اعضاء كالجسم البشري تماما او كجسم الالة لا فرق بينهما، ستنتقص منه اجزاء عديدة، ليتم الاقتصار على جزء واحد، وهذا يعني موت جسم الانسان ذاك او الالة تلك او على الاقل تعطله وتعطل فعله او اصابته بالاعاقة.
ليدرك كل منا ان له مهمته التي تتكامل مع مهمة ودور الاخرين، وان كل مهمة ضرورية ولازمة، ولا مجال للفعل والعمل والانجاز دونها والتخطط لاشاعة حياةه تنظيمية حسب الاصول والنظام تساعدنا لاحقا على التخلص من هذه العيوب والظواهر المرضية وليتطلع كلٌ لما يستطيع ان يجيد فيه، ويوزع المهمات على من حوله ليكتمل الأداء ويتم تجنيد القدرات والطاقات والجهود في اتجاه تحقيق اهداف تنظيمنا واهداف شعبنا الثابتة المشروعة.
نتمنى ان نرتقي جميعا لروح المسؤولية المطلوبة وادراك البديهيات الواضحة التي اضطررنا للاشارة لها اعلاه.