شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

مشاهد خارج المألوف - د.مازن صافي

من القصص المؤلمة التي قرأتها، أن لبوة كانت مسؤولة عن أشبالها الصغار، عملت جهدا لإحضار فريسة لهم لكي يتجمعوا ويلتهموا هذه الفريسة، وفيما هم ق بدؤوا في حفلة الالتهام، حتى حجم ذئب كبير وخذ بين فكيه تلك الفريسة وهرب الى شجرة عالية، وبينما ينظر الأشبال في دهشة بالغة، استددركت الأم الحدث وأخذت تجري خلف النمر السارق، وحاولت تسلق أفرع الشجرة الكبيرة، لكنها سقطت على ظهرها من ارتفاع عالٍ، وتحولت بعد دقائق الى جثة هامدة، وأشبالها ينظرون لها، والذئب من بعيد يتمتع بصيده الجاهز، والحدث الفارق هنا، أن الحيوانات الصغار، التفوا حول "أمهم" وبدؤوا في نهشها والتهامها، في مشهد ينظر له من الجانب "الانساني" أنه خارج المألوف، ولكنه في عالم الحيوان "أمر طبيعي"، المؤسف أنه في الجانب الانساني هناك أكبر من هذه القصة وأكثرها فظاعة، هناك النفاق وهناك الخيانة هناك البيع المجاني، وهناك الكذب والدجل، وهناك بيع الأخ على بيع أخيه، وهناك الجرائم بأسماء مختلفة، الإنسان الحيوان يمارس كل أنواع العهر والنفاق والبيع والشراء الحرام وأكل السحت ومال الحرام دون أي وازع أو ضمير أو حتى مبدأ أو نظام.
في كل مرة يتحدث البشر عن "التوازن البيئي"، وهذه التوازنات في غالبها تتجه نحو القوة وليس الضعف، فلا مكان للضعيف ولا مكان للغائب ولا مكان لمن يبحث عن كرامته، المكان فقط مهيأ لمن يملك عوامل القوة وعوامل الهيمنة وعوامل التسلط، عالم انتهازي بكل معنى الكلمة، اختلفت الموازين واختلفت المعايير واختلفت التوازنات، عالم الأبناء الصغار يبحثون عن بصيص أمل ليكملوا الحياة، وشعوب تبحث عن حياة في ظل الدم والدمار والقهر، واطفال لا حول ولا قوة لهم تحولوا في بلاد الحروب الى وقود، فهل هؤلاء لهم ذنب أن يحرقوا أو يبادوا أو تمزقهم الات الحروب، الأم الكبرى تنهار، والأبناء يحاولون البقاء، بالتالي النتيجة التي لا يمكن تجاهلها أن منظومة الحياة تتدحرج نحو التدمير، والواقعية في طريقها الى الانتهاء، ليحل محلها كثير من المفارقات التي كنا نعتقد أنها من المحرمات.
كثيرة هي مشاهد عقوق الوالدين، ونهش حق المواريث، والتنكر لحقوق الجيران، وسلب حقوق البشر فيما بينهم، والكذب الذي يتصف به الكبار قبل الصغار، في معركة تتسلح بأدوات "اللي بتغلبه العبه"، فمنظومة الأخلاق لا مكان لها، وكل ما يتم التنظير له مجرد مرحلة من مراحل التطهير النفسي من إثم أكبر، ولكن الأسوأ أنه نفاق لفظي لا يقوى أحد على تنفيذه أو تطبيقه أو العمل به، وهكذا فكثير مما هو خارج المألوف يتحول الى مشهد مستهجن لكنه واقع لا مفر منه.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024