النقاط السوداء!أمجد التميمي
في تطور غير مسبوق وغير مرغوب، ارتفعت الحوادث المرورية خلال العام الجاري بنسبة 100% عنها في العام المنصرم، بما فيها عدد الضحايا والإصابات. فقد تجاوزت حالات الوفيات في الحوادث المرورية 150 حالة وفاة تقريبا منذ مطلع العام الجاري.
معروف عالميا ان 90 من الحوادث تعود إلى قلة الانتباه والتجاوز الخاطئ من قبل السائقين، الا ان هناك سببا إضافيا قد يكون سببا أصيلا هنا في الضفة المحتلة، بسبب ما يطلق عليه اسم النقاط السوداء.
تلك النقاط وهي بالعشرات او بالمئات ساهمت بالفعل في اسوداد حياة عشرات الأسر، بسبب حوادث المرور القاتلة التي وقعت على تلك المفترقات الحادة والخطرة.
وزارة الاشغال العامة وشرطة المرور بدأوا بالفعل عملية مسح لكل تلك المفترقات الخطرة في الضفة. محافظة رام الله والبيرة كانت نقطة البداية ونتوقع ان يتم الاعلان عن النقاط السوداء كافة في المحافظة بحلول الشهر المقبل، على أن يتم وضع الحلول المناسبة لتعزيز الأمان المروري على تلك النقاط.
فبعض تلك المفترقات بحاجة الى إعادة تأهيل هندسي من جديد كونها تشكل خطرا حقيقيا على المركبات، وبعضها قد يحتمل تغيير مساره أو تحديد المرور بالنسبة لمركبات الشحن.
اضف الى ذلك وهذا جزء أصيل من المشكلة، أن جل الحوادث القاتلة والتي تسبب بها بعض السائقين بدرجة إهمال عالية، تلك الحوادث كانت بحاجة إلى عقوبات رادعة ومعلنة دون تردد تطال كل من يستهتر بأمن الناس وحياتهم على الطرقات.
لا شك أن الخطوة الحالية من قبل وزارة الأشغال العامة، هي خطوة متأخرة، إلا أن البدء بتحديد النقاط السوداء وتعميمها والتحذير منها، ومن ثم البدء بوضع الحلول الهندسية لتلك النقاط على مستوى الضفة مع خصوصية الوضع الجغرافي في قطاع غزة.
على الرغم من ذلك، نشد على ايادي وزارة الاشغال وجهاز الشرطة، لإنجاز تلك المهمة سريعا وعدم التراخي في معالجة تلك النقاط بعد تحديدها، كون الأمر مرتبط بحياة الناس، التي نطمح جميعا أن نراها خضراء مزدهرة، لا سوداء بفعل الإهمال والنقاط السوداء.