شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

رجل يستحق صفة فدائي "الى ذكرى عبد الكريم أبو عودة أو عبد السلام الأشبال"-يحيى رباح

قبل شهور قليلة اتصل بي من غزة عبد الكريم أبو عودة او الاسم الذي اشتهر به كثيرا عبد السلام الأشبال، وكان الاتصال في يوم الأحد، وقال لي مبتهجا "بعد يومين أي يوم الثلاثاء سأبلغ من العمر ثمانين عاما بالتمام والكمال، ما زلت أتذكر كل ما جرى طوال هذا العمر كأنما شيء حدث منذ لحظات، ولكن كثيرا من الذين احبهم غابوا، بعضهم منذ أيام وبعضهم منذ عقود، ولقد عشت كل هذا العمر مع ان فرص الموت كانت كثيرة جدا".

وها قد رحل الى حدائق الذاكرة، لأن عبد السلام الأشبال الذي عشق العمل معهم ولأنه كان يعشف العمل للمستقبل، ستضيء ذكراه عند آلالاف، بل مئات الالاف من الصغار الذين اصبحو قادة مشهورين الان، وظلوا شهودا أوفياء على مسيرة رجل استحق بجدارة وصف الفدائي، فلقد كان فدائيا في كل شيء، في الفكرة الملهمة التي انطلقت منها حركة فتح، لان فتح لا تريد من الفلسطيني سوى أن يكون فلسطينيا.

وحين يكون كذلك تتفتح أمامه الأسرار المقدسة، والتجارب الفادحة، والمديات التي لا تخطر على بال احد، أو بصورة أخرى، لكي تكون فلسطينيا حقا، فعليك ان تكون فدائيا، تعرف الكثير وتبوح بالقليل، وتبحث عن الأمان في قلب الخطر، ويعود نفسه أنه لا وقت لبكائيات النهايات بل دائما البدايات الجديدة.

عرفت عبد الكريم أبو عودة "عبد السلام الاشبال" عندما كان مسؤولا للتدريب العسكري في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، كان مديرها أعظم التربويين وهو الأستاذ زهدي أبو شعبان، وكان من مدرسيها اللامعين صلاح خلف وصديقه اسعد الصفطاوي يرحمهما الله اللذين اصبحا من مؤسسي الثورة الفلسطينية، كان عبد السلام هرقلي الجسم ورياضيا من الدرجة الأولى، وكانت ميزته انه يأخذ كل شيء على محمل الجد، ويتصرف امام كل حدث مهما كان على انه حدث عادي في حياة الشعب الفلسطيني فليس بعد النكبة الفلسطينية شيء يمكن ان يكون اهم منها حتى ولا سقوط السماء على الأرض.

وفي العام 1959 ذهب للعمل كمدرس في السعودية في القنفذة والتقى هناك مع مجموعة من الشباب الفلسطيني المميز مثل عبد الفتاح القلقيلي "أبو نائل" وسعيد المزين أبو هشام، واسماعيل أبو شمالة "أبو نضال" واحمد أبو شاويش "أبو معن" واحمد وافي "أبو خليل" وهناك شكلوا تنظيما صغيرا اطلقوا عليه اسم "الحلقات النضالية المتصلة" وكان هدفه الأول الانضمام الى تنظيم فلسطيني كبير من اجل فلسطين، وهكذا انخرط مع أصدقائه جميعا في صفوف حركة فتح التي ذاع صيتها قبل الانطلاقة في الأول من يناير 1965، ثم تفرق الأصدقاء في كل مكان لكن في فتح نفسها، فذهب بعضهم الى الدمام وانضم اليهم عرفات الدويك "أبو فتحي" ثم التقى بعضهم في دورات تدريب في الهامة عام 1967 وفي سجن الجفر الصحراوي في مرحلة أخرى، وظلت فتح تجمعهم حتى وان عز اللقاء.

كل مهمة كلف بها عبد السلام الاشبال استغرق فيها كأن الله قد خلقه لها، وكل من يعرف عبد السلام يصبح جزءا عضويا من حياته، أو لم اقل لكم انه يستحق بجدارة وشرف اسم الفدائي، حتى عندما ضاقت مساحة المهمات بعد التقاعد وهذا العمر الذي وصل اليه، كان يسأل عن جميع من يعرفهم لا يشكو مع ان موضوعات الشكوى للإنسان الفلسطيني كثيرة، يقرأ بشغف ما يكتبه أصدقاؤه، ويناقشهم فيه بعمق، وكان لديه يقين بانه أدى واجبه، وكان يؤمن ان كل شخص سيصل ذات يوم الى نهاية الحفل، حين يذهب المدعوون الى حالهم وتطفأ الأضواء، غاية الرضى ان يكون معك شمعة صغيرة تضيء الظلام وتبدد الوحدة، فيا عبد السلام لروحك السلام.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024