مسرح الضجيج الفارغ!يحيى رباح
يوم الأربعاء الماضي الحادي والعشرين من ديسمبر 2016، قدم مسرح الضجيج الفارغ مسرحية هزلية على خشبة المجلس التشريعي في غزة المنحل منذ وقوع الانقسام الأسود في عام 2007، أي مع اقتراب الذكرى العاشرة لهذا الانقسام، وكانت المسرحية الهزلية– كما هي العادة الإساءة المجانية المتعمدة للشرعية الوطنية الفلسطينية، عبر ادعاء اخرق وزائف موضوعه التئام المجلس التشريعي المعطل دستوريا وقانونيا وموضوعيا بسبب تورطه في صناعة الانقسام، الذي هو بالأساس فكرة وصناعة إسرائيلية مئة في المئة، فعقد جلسة مخالفة للدستور "النظام الأساسي المؤقت" ومخالفة للائحة الداخلية التي تنظم عمل المجلس، وهي اللائحة التي اعتدى عليها الانقساميون وبالتالي تركهم هذا الفعل عراة تماما ودون أي غطاء دستوري او قانوني او وطني على الاطلاق، وعقدت الجلسة من هذا العرض المسرحي الهزلي بحضور عدد من أبناء فتح السابقين الذين لا يصل عددهم الى أصابع اليد الواحدة واثار البعض ضجيجا حول هذه الجلسة التي انتهت بلا شيء، ولكن في هذه الاثناء فان العدد القليل من أبناء فتح سابقا اطلقوا رصاصة الرحمة على انفسهم، لانهم بحضور هذه الجلسة خرجوا بالمطلق عن قواعد الانتماء الوطني والدستوري والأخلاقي، ولم يعودوا ينتمون الا لمسرح الضجيج الفارغ، لأن الموضوع الذي اعتبروه نقطة ارتكاز لقبول الانزلاق الى تبادل اللعبة مع حماس وهو رفع الحصانة عنهم، هو وفقا للدستور والقانون الفلسطيني من صلاحيات الرئيس، وهو من اجل تمكين القضاء الفلسطيني المستقل ومتعدد الدرجات" قضاء ابتدائي واستئناف ونقض" من القيام بعمله على اكمل وجه لأننا ارتضينا ان نكون تحت القانون سواء، ولأننا ارتضينا ان نكون تحت سلطة القضاء لأن هذا القضاء يضمن لنا ان نواجه حتى احكامه بالقضاء نفسه مستخدمين نفس ادواته ومستفيدين من كمال كفاءته واستقلاله.
وهؤلاء المطلوبون للقضاء مطلوب منهم الا يتهربوا منه، والا يستعينوا ضده بعبدة الانقسام، وخاصة ان اهل الانقسام الأصليين انفسهم كانوا يبررون انقسامهم بتطاول هؤلاء الذين لجأوا اليهم الان، سبحان الله العظيم، كيف تتغير وتنقلب وتختلط الأمور.
موجة من الضجيج ليس الا، وقفزة في الفراغ وليس الا، ويكاد يقول خذوني!!!
لو ان الخاطئين يتعظون لما كرروا أخطاء غيرهم بالمجان، ولو انهم يفكرون بعمق، ويرون بعيونهم وليس بعيون الاخرين الذين يهمسون في اذانهم لما اقدموا على هذا الانتخار الكامل، ولو ان رئاسة المجلس التشريعي المعطل فكرت وتدبرت وتعمقت في تجاربها الفاشلة طوال عشر سنوات، لما وقعت بحفرة الفشل بعيون جاحظة، يا لهم ارواحهم حالية لذلك فانهم لا يتعظون.