(وردة الأمل لشعب الأمل) - مجرد اقتراح لمسمى مستشفى السرطان
أ.د عبد المنعم حافظ الرجبي - جامعة الخليل
كم كانت سعادة أهل فلسطين غامرة، وقلوبهم بالثناء عامرة، وحفاوتهم بالخير رائعة، حين أعلن عن وضع حجر الأساس لمستشفى طال انتظاره، وعمت أخباره.
إن إقامة صرح طبي بالمواصفات التي أعلن عنها يعني الكثير؛ فهو يخفف عبئا كبيرا وحملا ثقيلا عن كواهل المرضى وعوائلهم، ولا سيما أن شعبنا يعيش أوضاعا استثنائية فريدة تحت وطأة الاحتلال وسطوته.
فنرجو الله – سبحانه- أنْ يعم الناسَ خيرُه، ويقينا جميعا المرض وشره وأن يتم التشييد وتتلوه الإشادة والإفادة، ونرجوه –سبحانه- أن يكون الشفاءُ رفيقا لمرضاه ويكون مستشفى مخففا لآلام المعاناة.
ولا بد أنْ نقدم الشكر والامتنان، ومزيد الثناء والعرفان، لأولي الفضل والإحسانِ الذين حملوا على عواتقهم هذا الحمل الثقيل، فالشكرُ لكل من ضحى وبنى وساهم وأعطى ولو بالقليل القليل، فهو عند الشافي -عز وجل- الكثير الكثير، فطوبى لهم وحسن ثواب.
وحين يرجع الأمرُ لأهله، ويعود إلى أصله، ويتولاه خِيار من خيارِ من أرباب الدربة والاختصاص، وحين يبدأ المستشفى من حيث انتهت المستشفيات المماثلة، وحين يستقطب الكفاءات الماهرة، حينها تقر العيون ولا تحزن وترتاح النفوس وتطمئن، فسلام الله على كل من قام ويقوم بهذا الأمر فعليه من الله يد واقية، وعين كالئة، وكساه ربي ثوب الصحة والعافية وعافاه من كل مرض ونازلة.
ولكن لي وجهة نظر في المسمى وقد أكون مخطئا، ولعلي أكون مصيبا فأرجو أن تتسع لها الصدور، وتُدرس بعناية وتؤدة، وتظل وجهة نظري اقتراحا يُدْرسُ وتنفيذا يُطبقُ ويمارسُ فيما لو لقي القبول وحظي بالموافقة والمباركة.
وكثيرون سيحولون لهذا المستشفى؛ لأن طبيبهم المعالج رأى ورما من نوع ما ولم يشأ أن يعرف نوعه, وحين تظهر نتيجة المختبر تكون أحد احتمالين، فإما أن يكون الورم حميدا أو غير ذلك.
فإذا كان الورم حميدا فلا يحتاج -والحال هذه- لعلاج النوع الآخر، فليس كل ورمٍ سرطانا ولكن كل سرطان ورم.
وحين نسير في دروب الأمل ونهون على المرضى ما هم فيه من خوف ووجل؛ وحتى يطمئن أصحاب الأورام الحميدة الذين لا بد أنهم واردون هذا المستشفى، فإنني أقترح أن ننحي اسم سرطان من العنوان؛ لكونِه داخلا في عنوان الأورام ويكون المسمى: "مستشفى خالد الحسن لعلاج الأورام وزراعة نخاع العظام".
ولا يخفى أن للوضع النفسي للمريض دورا كبيرا في الشفاء, والانتصار على الداء.
وحين يتم بناء هذا الصرح وتجهيزه فلفلسطين أن تفخر بإنجازاتها وعبقرية أبنائها فزهور النصر والأمل فواحة بروائح المجد والياسمين؛ ولذا أقول:
تِيهِي فِلسْطِينُ افْخرِي شعْبٌ عظِيمٌ عبْقرِي
فزُهُورَ نصْرٍ انْثُــرِي كالْـمِسْكِ أو كالْعنْــبرِ