حركة الثورة حتى النصر... انها فلسطين - موفق مطر
جسدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" معنى حركة التحرر الوطنية الديمقراطية الثورية، واثبتت للعالم عبر الصور الحضارية التي حملها اثير مؤتمرها العام السابع، وخطاب رئيسها وقائدها العام محمود عباس ابو مازن اللا مسبوق من حيث المضمون والأبعاد، والرؤى الاستراتيجية التي حملها وتحديدا، ثبات الحركة على مبادئها وأهدافها، وتثبيت السلام كخيار استراتيجي، في اطار برنامج عمل وطني.
رفعت فتح اعمدة الديمقراطية في اطرها القيادية، بالتوازي مع تمكينها بالصلابة والمناعة، وحفظها من الاختراق ليس انطلاقا من هذا المؤتمر، وانما منذ انطلاقتها قبل حوالي نصف قرن من الآن. . واخذت بزمام عملية الاستنهاض الوطني الشامل، وكرست الديمقراطية كمنهج لطالما تميزت به حركة التحرر الوطنية الفلسطينية عن غيرها من ثورات وحركات التحرر في العالم، ذلك ان طبيعة الصراع الرئيس مع المشروع الصهيوني، قد أوجبت مواجهته بكل ما امكن من افكار ونظريات ومقدرات وقدرات الشعب الفلسطيني، التي وجدت مكانتها الحقيقية والملائمة في صفوف حركة الشعب الفلسطيني فتح.
خاضت الحركة معارك كفاحية، ولم تقف عند حدود الإبداع في العمل الفدائي، عندما ادركت قيادتها منذ انطلاقة الثورة، اهمية النضال السياسي في ميدان القانون الدولي، بالتوازي مع انشاء مؤسسات وطنية تنقل الشعب الفلسطيني من صورة اللاجئ الى اطار الفدائي صاحب الحق في العودة الى ارض وطنه بالوسائل المشروعة في القانون الأممي.
حققت فتح بفضل حكمة وعبقرية قيادتها انجازات تاريخية، بني عليها لتغيير قواعد الصراع مع دولة الاحتلال، وتشكيل قواعد ارتكاز للبرنامج السياسي الوطني لمنظمة التحرير، ولعلنا نستذكر وقوف الرئيس القائد العام الشهيد ياسر عرفات على منبر الأمم المتحدة عام 1974 ومقولته بغصن الزيتون بيد وبندقية الثائر باليد الأخرى، والبرنامج الذي اقره المجلس الوطني حول انشاء سلطة وطنية فلسطينية على أي ارض فلسطينية يتم تحريرها، التي كانت فاتحة لمجموعة قرارات من الأمم المتحدة حول حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، حتى توجت في العام 1988 بوثيقة اعلان الاستقلال في المجلس الوطني الذي انعقد في الجزائر، حيث تم اعلان قيام دولة فلسطين على ارض فلسطين، هذا الاعلان الذي رسم العناوين العريضة لما يمكن تسميته او تشبيهه بإعلان دستوري.
تحدت فتح وتصدت لقضية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وتحملت قيادتها عبء الحفاظ على توازن مركب القضية الفلسطينية وهذا القرار والابحار به في محيط المنطقة، والنجاة من أمواج المصالح ونزعات القوى الاقليمية التي ترى في السيطرة على ورقة فلسطين، بمثابة نقطة القوة التي تمكنها من السيطرة على المنطقة والنفاذ بمشاريعها الخاصة التي لاصلة لها بالقضية الفلسطينية، فنجحت فتح في كل ميادين المواجهة، ومنعت استغلال القضية، وحملت عبء الدفاع عن القرار، حتى ان قرار انعقاد المؤتمر العام السابع بات بمثابة احدى المعارك المميزة التي فازت فيها فتح، وأكدت قيادتها المرفوعة حكمتها ومواقفها على ارادة الشعب ان الذي يصنع قدر الشعب الفلسطيني ومستقبله هو الشعب الفلسطيني، وأن قائدا فلسطينيا وطنيا واحدا لم يفكر ولو للحظة بتوظيف نفسه لأي جهة غير الشعب الفلسطيني الذي قدم وما زال يضحي بصور بطولية من اجل نيل الحرية والاستقلال.
تمسكت فتح بثوابت الشعب الفلسطيني ومبادئ الحركة واهدافها، والبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الذي هو محل اجماع القوى الوطنية الفلسطينية ولم تتزحزح عنها واخلصت في الوفاء بعهدها للشعب الفلسطيني وللأمة العربية عندما اكد برنامجها السياسي المقدم في المؤتمر السابع على حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى وطنه، واستخدام الأساليب المشروعة في القانون الدولي لمقاومة الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي، وان تبقى في مقدمة مسيرة الشعب والأمة العربية التحررية نحو الحرية والاستقلال.
أسس المؤتمر العام السابع للحركة لانطلاقة جديدة، رغم المخاضات الدموية في المنطقة العربية، وتعقيدات في الوضع الداخلي الفلسطيني، ومحاولات المندمجين في مؤامرة اغتيال المشروع الوطني فنهضت الحركة، التي اراد لها اعداؤها الكثر الانهيار والسقوط، وعملوا على ذلك، مستمدة طاقتها من شمس الشعب الفلسطيني، ففتح ترسم مسار التاريخ حسب المصالح العليا للشعب الفلسطيني، فان كان المؤتمر العام السادس في بيت لحم عام 2009، وفي رام الله في 2016 فهذا يؤسس لأن يكون الثامن في القدس الحرة المستقلة، فهذه الأرض المقدسة جديرة بأن يقسم كل مناضل في هذه الحركة قسم الاخلاص لها العمل على تحريرها ويحمل شرف الانتماء لها. . انها فلسطين.