جريمة حرب عائلة الجندي أزاريا السياسية ثقافة ! موفق مطر
وأخيرا قررت محكمة عسكرية إسرائيلية، ادانة سياسة قيادة جيشها، وضباطها الكبار الذين قضت أوامرهم باعدام شباب فلسطينيين من الجنسين وليس الجندي ( أليؤر أزاريا ) وحسب.
قد لا يكون شعبنا معنيا بتفريقات القانون الإسرائيلي بين (ريتسح) وتعني القتل "العمد" مع سبق الإصرار والترصد مع نية مسبقة لقتل شخص بذاته، و(هريغاه) ومعناها القتل العمد ولكن دون سابق الإصرار والترصد وتوفر النية المسبقة باستهداف شخص بعينه، فما حدث ان الجندي المجرم أزاريا ارتكب جريمته، التي وثقها المصور عماد ابو شمسية الناشط في منظمات حقوق الانسان، وأجهز على المواطن الجريح عبد الفتاح الشريف في تل الرميدة في مدينة الخليل باطلاق رصاص من بندقيته على راس الفلسطيني الشريف الجريح، ببرودة اعصاب، حتى ان كل الجنود والضباط في ميدان الجريمة ظهروا وكأن جريمة ازهاق روح الجريح بمثابة استكمال مهمتهم التي بدأوها في اطلاق النار عليه وعلى المواطن رمزي القصراوي الذي ارتقت روحه في الحال فيما بقي المواطن عبد الفتاح الشريف حيا الى ان صوب الجندي العنصري هذا فوهة بندقيته على رأس جسد شاب ينزف، لا يقوى على الحراك عن الأرض.
قابلت عماد ابو شمسية واجريت معه لقاء في حلقة خاصة من برنامج حكاية صورة لقناة عودة الفضائية وحكى لنا عن حيثيات تصوير جريمة الحرب التي ارتكبها الجندي الاسرائيلي... ولكن.
نحن معنيون بأن يعرف شعبنا أن حكم المحكمة العسكرية الاسرائيلية بالأمس على الجندي، هو بمثابة اقرار أن جيش اسرائيل التي يدعي قادتها السياسيون انها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة مصاب بفايروس العدائية العنصرية، ولم يعد قادرا على وقف تمدد هذا المرض في البنية الفردية لجندي المهمات القتالية في ميادين المواجهة مع الفلسطينيين، حتى لو انعدمت اسباب التكافؤ كما تظهرها صور الجريمة، فالشهيد الشريف مدني بلا سلاح، وازاريا المجرم مدجج بالسلاح وحوله ضباطه المسلحون مثله.
لا نعرف ان كانت المحكمة قد نظرت في عملية تحريض المستوطن "عوفر يوحنا" سائق إسعاف اسرائيلي وهو يصرخ: "لم يمت أطلق الرصاص على الرأس"... ما يعني ان عدوى الاصابة بفايروس العدائية العنصرية قد وصل الى مسعف في نجمة داوود الحمراء، فكيف اذا تم تحقيق دولي حول شبهات وادعاءات بقتل جرحى فلسطينيين داخل سيارات اسعاف التي نشك انها فعلا تعمل وفق قواعد القانون الدولي، ومن يدري فلعل التحقيق يكتشف أنها سيارات لاي جهاز حرب الا ان تكون سيارات اسعاف!.
الجندي القاتل المجرم لايستحق العقاب وحده وحسب، رغم قوله "ان الارهابي يستحق الموت" بل (عائلته السياسية) التي تسببت لهذا الجندي بهذا المرض، وجعلت جريمة سفك الدماء بمثابة ثقافة، فوزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف قالت فور سماع قرار الادانة: "ان أزاريا هو ابن الجميع سندفع باتجاه العفو عنه".