إسقاط الانقسام لتصحيح حياتنا - يحيى رباح
برنامجنا الوطني الفلسطيني الذي تم اعلاء شأنه في المؤتمر العام السابع لحركة فتح الذي انعقد بنجاح كبير ونضج عميق على اساس هذا البرنامج وحمل عنوان بناء الدولة وانهاء الاحتلال، يكتسب كل يوم مصداقية عالية واحتراما اقليميا ودوليا من خلال حكمة الخيارات ودقة الرؤى، وهذا البرنامج امامه محطات كثيرة ومتلاحقة للانجاز ترتكز جميعها على مدى صوابية هذا البرنامج، وعمق تأهيل المجتمع الدولي للسير في طريق هذا البرنامج لاظهاره عمليا وتجسيده فعليا فوق الجغرافيا السياسية بينما نتنياهو واعوانه في اسرائيل يواصلون الصراخ والبحث عن حجج واهية لمجافاة الواقع وانكاره، والبحث عن كل ماهو شاذ لحشده في تدعيم سلوكهم، كالقول إن جنود الجيش الاسرائيلي الذين شوهدوا وهم يهربون من امام شاحنة الدهس في القدس، فعلوا ذلك بسبب ادانة المحكمة الاسرائيلية للجندي الاسرائيلي ازاريا الذي اعدم عبد الفتاح الشريف في الخليل، وهذا تفسير عنصري وشاذ مثل عملية الاعدام التي نفذها الجندي الاسرائيلي لشخص مصاب غير قادر على ايذاء احد.
هذا المنطق الاسرائيلي المقلوب يشبه كثيرا مقولات عبيد الانقسام الفلسطيني الذي بعد سقوطه السياسي المدوي، وخروجه عن المسار الفلسطيني بشكل نهائي، وعدم اخذه بعين الاعتبار من احد، يلجأ الى الحاق الأذى بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالمجان، مثل العمل الشاذ في موضوع الكهرباء الذي اوصل حياة الناس الى ما دون الصفر، لأن رجالات حماس متورطون في مشاريع الطاقة البديلة الوهمية، والجبايات حتى تصل الى حد السرقة، واستهلاك التيار المتوفر اصلا بحدوده الدنيا في جوانب تخص حماس وقياداتها وانفاقها ومساخرها، واعتناق المبدأ الهدام (ليس عندي المقدرة على الافادة ولكن عندي المقدرة على الحاق الاذي المتعمد)، وخلق عذابات جديدة، وصعوبات جديدة في حياة اكثر من مليوني شخص وهم عدد سكان قطاع غزة، وجعل هذا الانقسام يعيش فقط على الدماء ويأس الحياة اليومية فقط من اجل القول (نحن هنا) وليس لاي شي آخر، فهو انقسام لذات الانقسام بعد ان سقطت كل ادعاءاته التافهة.