مأزق شخصي أم مآزق دولة؟؟؟يحيى رباح
أعتقد ان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في حكومته الرابعة، قد وصل الى خط النهاية في مأزقه الشخصي الذي يخلطه عن عمد مع مأزق الاحتلال الإسرائيلي، وأكبر دليل على ذلك أنه وصف المؤتمر الدولي الذي يبدأ أعماله في باريس يوم الأحد القادم بأنه مجرد خدعة فلسطينة وقعت فيها فرنسا، وهذا كلام يدخل في باب الهستيريا والانفصال الكلي عن العالم وأولوياته، اذ كيف لمؤتمر دولي تشارك فيه سبعون دولة تستضيفه فرنسا، وحضرت له تحضيرات كبيرة، وعقدت من أجله اجتماعات تحضيرية هامة، وحاورت بشأنه قوى عديدة في الشرق والغرب أن يكون مجرد خدعة، وخدعة فلسطينية؟؟؟ وهل كل ما يحدث في العالم المبني على مصالح رئيسية وقراءات عميقة للواقع، وتوقعات شاملة للمستقبل ليس الا مجرد خدعة اذا لم يعجب نتنياهو وفريقه العنصري ضيق الأفق؟؟؟ وهل كل القرارات التي يحصل عليها توافق عالي المستوى في العالم مثل قرار ادانة الإستيطان الإسرائيلي لارض الدولة الفلسطينية وهو القرار 2334 هو نوع من الجنون في نظر نتنياهو؟؟؟ وهل المخاوف عند نسبة كبيرة من الشعب الاسرائيلي بأن نتنياهو على هذا النحو يأخذهم الى طريق العزلة الخانقة هي مجرد مخاوف لا أساس لها؟؟؟ وهل نتنياهو في فترة التحقيق معه على اخفاقاته وسلوكياته التي تستدعي التحقيق ليس امامه سوى ان يطلق في وجه الاسرائيليين والفلسطينيين والعالم اجمع صرخته التراجيدية، انا أو الطوفان؟؟؟
المؤتمر الدولي في باريس هو من اجل فتح الطريق امام الدولتين الذي اقره العالم باسره، ويدعي نتنياهو انه موافق عليه، من خلال مباحثات ثنائية بمرجعية المجتمع الدولي وقراراته، مفاوضات محدودة الزمن، وليس مفاوضات لمئة سنة أخرى، فإذا كان كل ذلك خدعة فماذا يريد نتنياهو وبقية اللاعبين معه في إسرائيل؟؟؟ علما بأن العالم يرى بقاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدون حل، هو تكريس لمستنقعات الإرهاب يدفع ثمنه العالم اجمع وليس المستوطنون فقط.