مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

يافطات ومداخل المدن والقرى الفلسطينية المفقودة!موفق مطر

مابين اليافطة والأخرى يافطة، انها اليافطات الخضراء الاسرائيلية على يمين الشارع ويساره، تشير الى اتجاهات المدن الفلسطينية المحتلة، والمستوطنات اليهودية في الضفة الفلسطينية، قبل الوصول اليها بعدة كيلو مترات او كدليل على اتجاه موقعها، أما مدننا وقرانا فكأنها يتيمة، لامحافظة ولا بلدية تعزز وجودها بيافطة.
نعتقد بانعدام الأسباب المانعة الا سببا واحدا يدعى في لغة المسؤولية (التقصير) واللااهتمام، لكن لهذا الامر أبعادا خطيرة لو علم المسؤولون في المحافظات والبلديات، اذا لايعقل طغيان اليافطات الاسرائيلية في الطرقات المؤدية الى مدننا وقرانا، فيما اذا اردنا الاهتداء الى قرية ما او مدينة نزورها أول مرة الى فتح (موقع الأرض) في محرك البحث غوغل، هذا ان تمتع واحدنا بخدمة انترنت جوال !! 
كثير من المواطنين يغادرون مدنهم وقراهم لأول مرة، لا يعرفون مواقع المدن والبلدات والقرى في الوطن، اما الذين تكتب لهم زيارة الوطن، فمن حقهم علينا ترسيخ اسماء المدن ومواقعها في ذاكرتهم البصرية، فالزائر والسائح في بلادنا، والمواطن المقيم والمواطن العائد نخشى امتلاء صفحات ذاكرته باسماء المستعمرات والمدن الاسرائيلية، وتبقى اسماء المدن والقرى الفلسطينية الأصلية في هامش ضيق تكاد لاترى ولا تذكر، فهنا مدن فلسطينية كبرى، لاتوجد على مداخلها، او في اول الأراضي التابعة لمحافظتها اي يافطة، تشعرك ببدء دخول مناطقها، حتى وانت خارج فإن يافطة لاتزيد عن حجم كراس رسم للمرحلة الاعدادية، قد تجدها تفيدك بخروجك من المناطق التابعة لهذه المدينة او تلك، والأمر ذاته ينسحب على القرى والبلدات.
لايكلف الأمر بلديات المدن والبلدات والمجالس القروية الا بعض التصميم على ابراز الأسماء الفلسطينية الاصلية، فهذا جزء من عملية تأصيل الذاكرة الوطنية حتى أثناء السفر او السياحة أو التنقل.
الأمر الآخر الملفت للانتباه ان مداخل مدننا الكبرى وكذلك البلدات والقرى، تكاد تلتقي على صيغة حالة واحدة، وهي عشوائية المظهر العام، هياكل السيارات المحطمة، محلات الخردة، زوايا الطرقات الممتلئة بأكياس (الزبالة)، وواجهات المحلات التي تبدو وكأن الطلاء لم يلامس جدرانها الخارجية من سبعين عاما !!.
مداخل المدن ضيقة ولاتحفها ارصفة، ولا ترى اي نوع من الهندسة العمرانية الجمالية، او النصب التذكارية، حتى صفين من الأشجار ولو لمسافة مئة متر لم تفكر بلدياتنا بعملها وهي اضعف الايمان !.
معظم المدن في العالم تميز مداخلها، ومراكزها بأجمل مميزاتها التي قد تكون تراثية او اقتصادية او ثقافية، ما يعني انها تضيف الى اهدافك في زيارتها معرفة بصيغة جمالية مميزة ايضا، تزيد رصيدها في ذاكرتك، سواء كنت مواطنا متنقلا للعمل او زائرا او عابرا او سائحا فكيف وانت العائد الى وطنك الذي تتخيله كأجمل بلاد الدنيا ؟!
 فلسطين بمدنها وقراها الأصلية مازالت موجودة، لايريد فلسطيني فقدان اسم واحدة منها، ولا يسره طغيان يافطات دولة الاحتلال اسرائيل على الشوارع الواصلة فيما بينها، فاسم المدينة او القرية الفلسطينية هو الأبقى، أما اليافطة فهي احدى الدلائل على اننا هنا كنا، وهنا مازلنا، وهنا باقون. 

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024