مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

(سباع) شارون !! موفق مطر

كان لابد من انقلاب حماس في غزة لمنع حركة التحرر الوطنية الفلسطينية من ترسيخ مقومات المشروع الوطني، ودفع الشعب الفلسطيني الى اليأس من امكانية تحقيق هدف قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967، وبذلك يتم اعطاب (بذرة) البرنامج السياسي لممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.

كان لابد من أسماء فلسطينية (مهووسة) برغبات السلطة لاستخدامها لشق وحدة الشعب الفلسطيني افقيا باستخدام الجهوية الحادة القاطعة المحمولة على شعارات (وطنية)، ورأسيا باستخدام منشار التكفير والتخوين ، فكان الدحلان خيارهم الأفضل للفصل الأفقي ، وحماس خيارهم الآخر للفصل العمودي.

ما يحدث اليوم هو تغيير جدول مناوبة (المُستَخدَمِين) المحدد سلفا في غرف الشاباك والموساد المغلقة، فابقاء الانقلاب حيا، وتطويره الى حد بلوغ  الانفصال لا يملك المستخدمون فلسطينيون خارجون على الصف الوطني كانوا، او عربا رسميون او من ورثة الامبراطوريات البائدة الا تنفيذ المطلوب منهم.

الدحلان وحماس مستخدمان ومهما فعلا فانهما في نظر مستخدميهم لن يرقيا الى درجة أرفع، الا اذا تجرأ اولو الأمر في  دولة الاحتلال (اسرائيل) على الجهر بنوعية الخدمات الدحلانية والحمساوية المشتركة، واقرار توسيمهما بنوط  (الشجاعة) على تميزهما والتزامهما بتنفيذ ما طلب منهما حرفيا .

لم تتمكن دولة الاحتلال اسرائيل من احداث خرق في الوعي الوطني الفلسطيني، وقلعة الوحدة الوطنية، وجدران الثوابت الفلسطينية الراسخة الحامية لهذه القلعة الا عندما وفر لها الدحلان ومعه زمرته، وفرقة الموت، وبملفات فسادهم البيئة والمناخ المناسبين لاحداث هوة بين الجماهير والسلطة الوطنية، وبعد أن اتخذت حماس من جرائم هؤلاء ذرائعها المعروفة، وبدأت بتصنيف المجتمع الفلسطيني هذا الى مسلم تابع دمه حرام، وذاك كافر ملحد حلال هدر دمه، واستغلال  كل خطيئة بحق الوطن لاطلاق وابل مصطلحات تخوين وتكفير الوطنيين واصدار ودمغ هذا او ذاك بخاتم العميل لشاباك وموساد الاحتلال، لنكتشف فيما بعد أن كل ما شهدناه من فساد وانفلات وجرائم وتمرد على السلطة الوطنية وقوانينها ووحدانية سلاحها كان الارهاصات الضرورية لانجاح انقلاب حماس وتمكينها من غرس براثنها في جسد المشروع الوطني، ولايقاعه ارضا قبل الانقضاض على مراكزه العصبية ومن ثم نهشه حيا.

نفذ (اخوان مسلمون)  و(عرب) وآخرون من ورثة امبراطوريات سادت في بلادنا ثم رجعت الى حجمها الطبيعي كفارس والدولة العثمانية، نفذوا ارادة اسرائيل بدعم الانقلاب ماديا وسياسيا، وعملوا على ادخال الانقلابيين غرفة الانعاش كلما مرت بهم ضائقة، فيما دولة الاحتلال (اسرائيل) تعمل على دفع مليوني فلسطيني في قطاع غزة الى طلب الموت او الهجرة هربا من جحيم حروب اعطاها الانقلابيون ذرائعها، فيما قادة حماس يستثمرون دماء عشرات آلاف الضحايا في غزة والدمار فيها لرفع منسوب ارصدتهم في الشارعين العربي والاسلامي، عبر بث صورة (المقاومة والجهاد) فاذا بهذه الجماهير في الشارعين العربي والاسلامي تكتشف ان حماس (المقاومة والجهاد) تتحالف اليوم مع ذات المجرمين، الفاسدين، العملاء، الخونة والمتآمرين على قتل قياداتها وكوادرها، كما كان قادتها ووسائل اعلامها يؤكدون ذلك!!

اليوم وبعد عشر سنوات من المآسي والمعاناة والحياة في قلب الجحيم التي عاشها اخوتنا في الوطن، فانهم في نظر حماس ودحلان واسرائيل وممولي الانقلاب الجدد بأمر من موسادها، قد باتوا في حالة خضوع، ويأس واحباط ، وان المرحلة الأخيرة من عملية اغتيال المشروع الوطني الفلسطيني بفصل القطاع باتت الظروف مواتية لتنفيذها، خاصة في ظل مواقف رسمية عربية ودولية (ضبابية) من القضية الفلسطينية ومكانتها ومركزيتها، ولكن ..

هل سيقبل الوطنيون الفلسطينيون في قطاع غزة ان يكونوا الوقود المغذي لآلة دحلان وحماس القاطعة، الجواب حتما لا، فغزة كانت ومازالت وستبقى رافعة رئيسة للمشروع الوطني، فجماهير الشعب الفلسطيني لديها من الارث الوطني، والارادة الكامنة في النهوض بما يكفيها ويمكنها من ابقاء الدماء الوطنية في عروق أجيالها مستمرة في دورتها الطبيعية، حتى استعادة الوحدة الوطنية ... فأحلام شارون بفصل غزة عن الوطن منذ نصف قرن وأكثر يجب أن تبقى اضغاثا، ويجب ألا يندفع  فلسطيني في عملية تحويلها الى واقع، فاليقظة والتبصر ورؤية القادم بعين المصلحة الوطنية، ستمكننا من الوجود والفعل في مركز عصب التاريخ الوطني، والتصدي لمؤامرة تدفعنا الى اغتيال هويتنا وشخصيتنا  الوطنية بأيدينا. 

تذكروا أن التحكم بغريزة الجوع لدى السباع (الأسود) يُمَكِن (مستخدمها) من اخضاعها وترويضها، أما (سباع البشر) فلا تخضع للترويض ابدا، وتفضل الموت على النزول الى مستوى القطط والكلاب الضالة !! فليس كل من زأر من البشر (سبعا)، فالسباع لا يقدر على ركوب ظهرها بشر حتى لو كان متخرجا من (مدرسة شارون).

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024