التحريض الإسرائيلي يكشف الفشل.. بقلم: يحيى رباح
كلما تلقت السياسات الإسرائيلية لطمة قاسية من الفشل، وجدنا سلوكا إسرائيليا على المستوى الرسمي ومستوى الأحزاب والجماعات اليمينية ينزلق الى مزيد من العنصرية والعزلة والكراهية والتحريض العدواني المباشر الذي يتجاوز المستويات المعروفة.
وهذا ما حدث بالضبط، بعد النجاح المبهر الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية عبر اليونسكو الذي صدر قرارها الشجاع بإدراج مدينة الخليل والحرم الابراهيمي على قائمة التراث العالمي، وهذا القرار النوعي يعني أشياء كثيرة أولها اننا كشعب فلسطيني كنا هنا قبل جميع الادعياء، وان الحقيقة التاريخية المثبتة من خلال التراكم الحضاري والتراث هي حقيقة مستقرة لا مجال لدحضها عبر الخرافات التي قامت عليها الرواية الإسرائيلية.
وانظروا الى المستوى المذهل من التدني الذي انحدر اليه الخطاب الإسرائيلي على مستوى ممثلين رسميين للحكومة او بعض المجموعات الأخرى، او بعض مواقع ومؤسسات الاعلام الاسرائيلية ابتداء من رئيس الحكومة نفسه نتنياهو الذي سارع الى اعلان السخط ضد اليونسكو، او على مستوى دان دانون ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة، اردان وزير الامن الداخلي، وآخرين من مستويات متعددة.
وهذا الانحدار الأخلاقي والسلوكي نفسه شاهدناه بأعيننا حين صدر قرار مجلس الامن الدولي 2334 ضد الاستيطان باعتباره غير شرعي، أو حملات التحريض الأخرى ضد منظومة المقاطعة العالمية لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية.
خطورة هذا التحريض الذي يمثل ذروة السقوط الأخلاقي والسياسي، انه يرتبط في اذهان مؤيديه بالممارسات الشاذة التي تصل الى حد الإرهاب اليهودي، فهناك كثيرون في أوساط المستوطنين من يأخذ هذا التحريض من الحكومة الإسرائيلية على محمل الجد والتقيد الكامل، فتحدث كل هذه الجرائم والمفارقات من الحكومة الإسرائيلية، من جنود الجيش، من المجموعات الإرهابية التي تجد تغذية معنوية ومادية من حكومة نتنياهو، حتى في الأوقات الذي يصل فيها التحريض الإسرائيلي الى حد الانكشاف العالمي مثل ترداد المقولة البلهاء بانه لا يوجد شريك فلسطيني في الوقت الذي يصعد هذا الشريك ممثلا بالقيادة الفلسطينية الى مستويات عليا من الاحترام والثقة والحضور العالمي، فإن جوقة التحريض الإسرائيلية تستمر، وهذا دليل إضافي على العجز والفشل الاسرائيلي، فعندما يصل طرف سياسي مثل إسرائيل الى ان تكون غير مفهومة، فعليه ان يتغير، وأن يذهب الى خيار آخر، وإلا فإن النتيجة مزيد من التأزم والفشل ولا شي آخر.