فتح .. تاريخ ثورة ومستقبل وجود ! - د. عادل محمد عايش الأسطل
تحتفل حركة التحرير الوطني "فتح" بذكرى انطلاقتها السابعة والأربعين، حيث كانت أعلنت انطلاقتها في الفاتح من يناير/كانون الثاني في العام 1965، "يوم تفجر الثورة الفلسطينية" كأول حركة فلسطينية وطنية مقاتلة، ضد الكيان الصهيوني، وهي تصنع مرحلةً جديدة، دفعتها إليها تجاربها السابقة سواءً على الساحة المحلية أو الدولية، خلال تاريخها الماجد والفاعل من خلال، سياساتها العملاتية والإستراتيجية نحو التحرير والعودة، والتي تتطلبها كل مرحلة، وكيفية التعامل، مع جملة الأحداث السياسية والعسكرية والحياتية المختلفة .
كُتب للحركة أن تعيش ومنذ بدايتها، أحداثاً قاسية وظروفاً صعبة، وتغيرات سياسية مختلفة، وثورية ناجزة، من خلال تضحيات دامية لا تحصى، في سبيل إثبات أن هناك قضية فلسطينية "خالصة" وأن لها أصحابها، الذين بإمكانهم فرض الواقع على العالم بالاعتراف بهم، والمحتل الصهيوني بالجلاء عن أرضه ومقدساته. كان العالم شهد بها والتاريخ سجلها بحذافيرها وبقوة، لتبرز على الساحة الدولية، حيث عدم تجاهلها، أو الالتفات عنها.
لقد سارت الحركة، مثلها كأي حركة تسعي لنيل حقوقها الثابتة والراسخة، وكأي دولة تحترم نفسها، والأعراف والقوانين الدولية المتعارف عليها، تستند في مبادئها على أن فلسطين أرض للفلسطينيين جميعاً وهي أرض عربية، يجب على كل الأمة العربية المشاركة في تحريرها، ومعتمدةً من خلال قادتها الكبار وعلى رأسهم الشهيد الراحل "ياسر عرفات" مبدأي السياسة "السلام" وعلى أساس شامل وعادل، تأخذ بالمرجعيات الشرعية والقرارت الدولية، إلى جانب الثورة المسلحة "العمل العسكري أو الكفاح المسلح" من خلال الجناح العسكري "العاصفة" الذي باشر عملياته العسكرية، منذ اللحظة الأولى من إنشاءها، حيث اعتبر الآلة الأقوى في نضالات الحركة المختلفة على مدى التاريخ، حيث نادى بهما كل الوقت الشهيد "أبوعمار" من خلال مقولته الشهيرة "لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي". الأمر الذي اضطرت الولايات المتحدة من الرضوخ لسياسته، والبدء في ترتيب جولات متعددة، تمهيداً لاعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعدالة القضية الفلسطينية.
وكانت عانت الحركة، كأي حركةٍ مقاومة، ولكن على درجةٍ أعلى، كونها بُعثت خارج الوطن، في المنافي والشتات وعلى بقاع الأرض، إضافةً إلى ما لقيت فيه نفسها، تخوض دوراً رئيسياً، في أحداث فارقة، كحرب الكرامة 1968، و أحداث أيلول عام 1970، ، والحرب الأهلية اللبنانية منذ العام 1975، والاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، في العام 1982، حيث اضطرت للخروج من الأراضي اللبنانية، لعبور متاهات الشتات مرة أخرى.
ففي هذا التاريخ وفي أعقاب تلك الأحداث، ونظراً لمتغيرات الخريطة السياسية والعسكرية في المنطقة والعالم، من انخراط العالم العربي في السياسات الأمريكية، وأفول النجم السوفياتي، من ناحية، ومرغبات السلام من ناحيةٍ أخرى، كانت من الأمور التي أدت، إلى جنوح الحركة وبقوة، باتجاه مسار السلام التي كانت تدعمه كل القوى الإقليمية والدولية الكبرى، ومن ثم خوضها مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، أدت على إبرام اتفاق "أوسلو" كطرف فلسطيني مستقل ومعترف به، والذي تم بموجبه إنشاء" السلطة الوطنية الفلسطينية" على أساس موافقة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بالتوصل إلى كافة قضايا الحل النهائي في مدة لا تتجاوز الخمس سنوات، لكن وكما بدا من واقع الحال، فقد استمرت المفاوضات طيلة عقدين من الزمن، وعقدت في كل مكان من أوسلو إلى كامب ديفيد إلى طابا إلى شرم الشيخ وغيرها، دون التوصل إلى شيء يُذكر، نتيجة المماطلة والتعنت الإسرائيلي، وطياشة الموازين الأمريكية، وبالمقابل ضعف العالم الأوروبي وإسراف الدول العربية في التراخي والتعامي عن متطلبات نصرة القضية الفلسطينية ومساندتها، وما زاد الأمر تعقيداً هو الأزمة التي نشأت بينها من ناحية وبين حركة "حماس" وبعض الفصائل من ناحيةً أخرى، الأمر الذي ساهم في احتدام الخلافات بينهما، تطورت فيما بعد إلى أحداث دامية، كان لها العديد من التداعيات المؤلمة سياسياً واجتماعياً، وعلى الصعيدين المحلي والدولي، كان نتيجتها سيطرة حركة حماس على السلطة في قطاع غزة، جملة هذه الأمور جعلت من المشهد الفلسطيني في حالة ُيرثى لها ولا يُحسد عليها.
لقد عاني عموم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، جراء ما سارت إليه الأمور، طوال أربع سنوات متواصلة، أمعن الاحتلال خلالها، في التعديات المؤلمة ضد الفلسطينيين عموماً، سواء في الضفة الغربية وضد شريك السلام، أو بالحرب المستمرة والتي لا هوادة فيها على قطاع غزة، الذي يعتبره الاحتلال جهة معادية.
هما ولا شك أمرين مهمين، فرضا على الحركتين " فتح وحماس"، إلى إيجاد مخرج من الأزمة المزدوجة، الظلال الإسرائيلية والفرقة والانقسام الذي لا يستفيد منهما إلاّ الاحتلال الصهيوني ومن ناحيةٍ أخرى، يبت من عضد الشعب الفلسطيني.
إن الانتقال الفتحاوي على مسار "المصالحة الوطنية الفلسطينية" يعتبر من أجرأ القرارات وأصوبها على الإطلاق، خاصة وأنها تنبع كما يبدو من الصميم الداخلي للحركة كما بدا من المبادلة الصريحة من جانب حركة "حماس" وذلك بهدف تحديد ملامح سياسية واضحة للمستقبل الفلسطيني، والتأكيد على أهمية أن تنطلق الحركة، كحركة رائدة وذات تاريخ، من الثوابت الفلسطينية والواقعية للتجربة الفلسطينية واحترامها لاستحقاقات الشعب الفلسطيني، التي طالما حملت مآسيه وجروحه، كل تلك الأمور من شأنها أن تُلزمها، إلى الاستمرار في العطاء والأثرة، من أجل البناء المتكامل للمجتمع الفلسطيني، جنباً إلى جنب مختلف فصائل العمل الوطني والسياسي على الساحة الفلسطينية، وذلك باللجوء إلى آلة فرم الدفائن ووأد المعاناة، والالتفات إلى رغبات الشعب الفلسطيني، المتلهف إلى الحياة العزيزة، أسوةً بالدول الأخرى وأفضل، وكفى الله المؤمنين الانقسام والاقتتال، فإن دماء الشهداء ومنذ "النكبة" ليست للمتاجرة أو المناحرة، على أن تضحيات الشعب الفلسطيني، هي تضحيات لا يمكن تقديرها بثمن، ذهب أصحابها ليبقى غيرها، من دون تفرقة بين زيدٍ وعمر، يتوجب المحافظة عليها، لأنه بها تمام عزة الأمة، وقد كانت وستكون النبراس المنير الذي به تتوضح سبل تعزيز ورسم ملامح المستقبل ضمن إطار متكامل، يكفل ترسيخ معالم التلاقي والتسامح والوحدة، بين كل أطياف المجتمع الفلسطيني، والتي يتوجب التأكيد عليها، ليس في كل انطلاقة وحسب، وإنما على مدار الوقت والساعة، وكل عام والجميع بخير.
كُتب للحركة أن تعيش ومنذ بدايتها، أحداثاً قاسية وظروفاً صعبة، وتغيرات سياسية مختلفة، وثورية ناجزة، من خلال تضحيات دامية لا تحصى، في سبيل إثبات أن هناك قضية فلسطينية "خالصة" وأن لها أصحابها، الذين بإمكانهم فرض الواقع على العالم بالاعتراف بهم، والمحتل الصهيوني بالجلاء عن أرضه ومقدساته. كان العالم شهد بها والتاريخ سجلها بحذافيرها وبقوة، لتبرز على الساحة الدولية، حيث عدم تجاهلها، أو الالتفات عنها.
لقد سارت الحركة، مثلها كأي حركة تسعي لنيل حقوقها الثابتة والراسخة، وكأي دولة تحترم نفسها، والأعراف والقوانين الدولية المتعارف عليها، تستند في مبادئها على أن فلسطين أرض للفلسطينيين جميعاً وهي أرض عربية، يجب على كل الأمة العربية المشاركة في تحريرها، ومعتمدةً من خلال قادتها الكبار وعلى رأسهم الشهيد الراحل "ياسر عرفات" مبدأي السياسة "السلام" وعلى أساس شامل وعادل، تأخذ بالمرجعيات الشرعية والقرارت الدولية، إلى جانب الثورة المسلحة "العمل العسكري أو الكفاح المسلح" من خلال الجناح العسكري "العاصفة" الذي باشر عملياته العسكرية، منذ اللحظة الأولى من إنشاءها، حيث اعتبر الآلة الأقوى في نضالات الحركة المختلفة على مدى التاريخ، حيث نادى بهما كل الوقت الشهيد "أبوعمار" من خلال مقولته الشهيرة "لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي". الأمر الذي اضطرت الولايات المتحدة من الرضوخ لسياسته، والبدء في ترتيب جولات متعددة، تمهيداً لاعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعدالة القضية الفلسطينية.
وكانت عانت الحركة، كأي حركةٍ مقاومة، ولكن على درجةٍ أعلى، كونها بُعثت خارج الوطن، في المنافي والشتات وعلى بقاع الأرض، إضافةً إلى ما لقيت فيه نفسها، تخوض دوراً رئيسياً، في أحداث فارقة، كحرب الكرامة 1968، و أحداث أيلول عام 1970، ، والحرب الأهلية اللبنانية منذ العام 1975، والاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، في العام 1982، حيث اضطرت للخروج من الأراضي اللبنانية، لعبور متاهات الشتات مرة أخرى.
ففي هذا التاريخ وفي أعقاب تلك الأحداث، ونظراً لمتغيرات الخريطة السياسية والعسكرية في المنطقة والعالم، من انخراط العالم العربي في السياسات الأمريكية، وأفول النجم السوفياتي، من ناحية، ومرغبات السلام من ناحيةٍ أخرى، كانت من الأمور التي أدت، إلى جنوح الحركة وبقوة، باتجاه مسار السلام التي كانت تدعمه كل القوى الإقليمية والدولية الكبرى، ومن ثم خوضها مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، أدت على إبرام اتفاق "أوسلو" كطرف فلسطيني مستقل ومعترف به، والذي تم بموجبه إنشاء" السلطة الوطنية الفلسطينية" على أساس موافقة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بالتوصل إلى كافة قضايا الحل النهائي في مدة لا تتجاوز الخمس سنوات، لكن وكما بدا من واقع الحال، فقد استمرت المفاوضات طيلة عقدين من الزمن، وعقدت في كل مكان من أوسلو إلى كامب ديفيد إلى طابا إلى شرم الشيخ وغيرها، دون التوصل إلى شيء يُذكر، نتيجة المماطلة والتعنت الإسرائيلي، وطياشة الموازين الأمريكية، وبالمقابل ضعف العالم الأوروبي وإسراف الدول العربية في التراخي والتعامي عن متطلبات نصرة القضية الفلسطينية ومساندتها، وما زاد الأمر تعقيداً هو الأزمة التي نشأت بينها من ناحية وبين حركة "حماس" وبعض الفصائل من ناحيةً أخرى، الأمر الذي ساهم في احتدام الخلافات بينهما، تطورت فيما بعد إلى أحداث دامية، كان لها العديد من التداعيات المؤلمة سياسياً واجتماعياً، وعلى الصعيدين المحلي والدولي، كان نتيجتها سيطرة حركة حماس على السلطة في قطاع غزة، جملة هذه الأمور جعلت من المشهد الفلسطيني في حالة ُيرثى لها ولا يُحسد عليها.
لقد عاني عموم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، جراء ما سارت إليه الأمور، طوال أربع سنوات متواصلة، أمعن الاحتلال خلالها، في التعديات المؤلمة ضد الفلسطينيين عموماً، سواء في الضفة الغربية وضد شريك السلام، أو بالحرب المستمرة والتي لا هوادة فيها على قطاع غزة، الذي يعتبره الاحتلال جهة معادية.
هما ولا شك أمرين مهمين، فرضا على الحركتين " فتح وحماس"، إلى إيجاد مخرج من الأزمة المزدوجة، الظلال الإسرائيلية والفرقة والانقسام الذي لا يستفيد منهما إلاّ الاحتلال الصهيوني ومن ناحيةٍ أخرى، يبت من عضد الشعب الفلسطيني.
إن الانتقال الفتحاوي على مسار "المصالحة الوطنية الفلسطينية" يعتبر من أجرأ القرارات وأصوبها على الإطلاق، خاصة وأنها تنبع كما يبدو من الصميم الداخلي للحركة كما بدا من المبادلة الصريحة من جانب حركة "حماس" وذلك بهدف تحديد ملامح سياسية واضحة للمستقبل الفلسطيني، والتأكيد على أهمية أن تنطلق الحركة، كحركة رائدة وذات تاريخ، من الثوابت الفلسطينية والواقعية للتجربة الفلسطينية واحترامها لاستحقاقات الشعب الفلسطيني، التي طالما حملت مآسيه وجروحه، كل تلك الأمور من شأنها أن تُلزمها، إلى الاستمرار في العطاء والأثرة، من أجل البناء المتكامل للمجتمع الفلسطيني، جنباً إلى جنب مختلف فصائل العمل الوطني والسياسي على الساحة الفلسطينية، وذلك باللجوء إلى آلة فرم الدفائن ووأد المعاناة، والالتفات إلى رغبات الشعب الفلسطيني، المتلهف إلى الحياة العزيزة، أسوةً بالدول الأخرى وأفضل، وكفى الله المؤمنين الانقسام والاقتتال، فإن دماء الشهداء ومنذ "النكبة" ليست للمتاجرة أو المناحرة، على أن تضحيات الشعب الفلسطيني، هي تضحيات لا يمكن تقديرها بثمن، ذهب أصحابها ليبقى غيرها، من دون تفرقة بين زيدٍ وعمر، يتوجب المحافظة عليها، لأنه بها تمام عزة الأمة، وقد كانت وستكون النبراس المنير الذي به تتوضح سبل تعزيز ورسم ملامح المستقبل ضمن إطار متكامل، يكفل ترسيخ معالم التلاقي والتسامح والوحدة، بين كل أطياف المجتمع الفلسطيني، والتي يتوجب التأكيد عليها، ليس في كل انطلاقة وحسب، وإنما على مدار الوقت والساعة، وكل عام والجميع بخير.