طالبان الإسرائيلية!! - يوسف الكويليت
مَنْ يزعم أن المجتمع الإسرائيلي بلا تطرف ليس مع الشعوب التي يعتبرونهم العبيد للأسياد الصهاينة، بل في داخلها، فهذا المجتمع الذي يدعي الديموقراطية، يرفض التزاوج مع الأجناس الأخرى للمحافظة على نقاء تلك الديانة، وفي هذا الفصل العنصري يتشابهون مع النازية عندما اعتبرت العنصر الجرماني «السوبر» أو الأعلى على العالم.. منظمة يهودية جديدة، استطاعت أن تكسب أنصاراً بأعداد كبيرة سنت تقاليد تقول إنها تنبع من عمق ديانتهم في منع كشف الشعر، وعزل النساء عن الرجال، ومنع الاختلاط في المدارس والجامعات أو أي تجمعات أخرى، والموضوع ليس تبني قوانين دينية أو اجتماعية تتناسب مع تقاليد وعادات أي شعب، لكن آلة إسرائيل الدعائية، ومعها أوروبا وأمريكا، أكثر من تندروا على المرأة المسلمة بأن الرجل هو من حاصرها في بيت الجواري والحريم وضيّق عليها، وقد انتشرت في وسائل الإعلام العديد من الدراسات وإصدار الكتب والأفلام السينمائية حتى أن الرمز لطالبان والقاعدة صارتا النموذج لمفهوم إنسان ما قبل الحضارة، ولم تقتصر هذه الحالة على النموذج المتطرف من المسلمين، بل جاء الهجوم على صلب العقيدة وبداعي أن إسرائيل المجتمع المضيء في القمة العربية، رغم أنها تدعي العلمانية فهي في داخلها نموذج أسوأ من التطرف لأي ديانة أو عرق، أو قومية.. إن تدعي إسرائيل أنها بلا تعقيدات دينية أو عرقية، يذكبها النموذج المطروح حالياً، والذي أفزع العلمانيين، فالجذور الشرقية موجودة بانغلاقها ورجعيتها وحتى لو قلنا إنها متقدمة تقنياً، وتعد من المجتمعات المتطورة، فالنظام الديني مكرس ليس في السلوك تجاه العرب، بل بالذهنية التي توارثت هذه المسلمات، وإرادات تطبيقها بحذافيرها على مجتمع يدعي المدينة والحضارة المعاصرة.. فالتوراة نموذج ديني غير متسامح، بل منغلق على ذاته، وعملية أن يُعاد تطبيق تعليماته بنفس الدعوات التي تنادي بها المنظمات المتطرفة، فإن القضية ليست في الديانة الإسلامية إذا ما تبنى بعض المتطرفين نفس الأسلوب، وهذا ما ينزع عنها الوجه المزيف أمام ظاهرة تنامي دعوات تطبيق تعاليم الديانة اليهودية.. لقد نزعوا الأرض الفلسطينية بدعوى وعد الرب، ونفوهم باسم تطهير أرض إسرائيل من الأغراب، وأحلوا القتل والنفي بنفس الذرائع ولعل الهوية أن يتحول المجتمع الإسرائيلي إلى نموذج طالباني بالسلوك وليس بالديانة، لكن ما هو مخيف أن دولة مدججة بالأسلحة النووية لو ملك هؤلاء الهيمنة على الدولة والجيش، فهل نفاجأ، وهذه المرة باسم وعد إلهي، إطلاق هذه الأسلحة على العديد من الدول، لتشعل الجحيم التي جاءت في صلب تلك التعاليم والوعود؟!