مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

إعدام السلام بالقدس.. كجريمة صلب المسيح - موفق مطر

ستجد الادارة الأميركية نفسها في موضع المخالف للقانون الدولي، والمساند مباشرة لارهاب الدولة الذي تمارسه دولة الاحتلال الاستعماري الاستيطاني والتمييز والابارتهايد (اسرائيل)، وتعطل بذلك كل الانجازات التي تحققت في حرب القضاء على الارهاب حتى الآن، وستكون كمن يشعل الضوء الأخضر لموجة جديدة– لايعرف مداها- من العنف في فلسطين، والدول العربية المجاورة، وكمن يبرر جرائم وهمجية الجماعات الارهابية التي طالت الولايات المتحدة في سبتمبر قبل ستة عشر عاما وعواصم أوروبا، وأماكن كثير في معظم دول العالم، ان قررت فعلا الاعتراف بالقدس بما فيها الشرقية عاصمة لاسرائيل، او نقلت سفارتها اليها.

ستبدو الادارة الأميركية ان صدقت التسريبات الصحفية كمن يأت بعملية السلام، ويحملها الى منصة الاعدام، ويطوق عنقها بحبل المشنقة، ثم يطيح بجسدها المثخن بالجراح، فيسجل عليها التاريخ تسببها بجريمة اعدام السلام، فيبقى الصراع مفتوحا على مشاهد دامية وكراهية وعدائية، لا تقل خطورة عن السائد الآن لدى معظم المؤمنين في العالم، الذين يعتقدون بمسؤولية اليهود المتطرفين وتسببهم بصلب المسيح عيسى بن مريم.

ليس معقولاً ولا مقبولا ألا تقرأ الادارة الأميركية الموقف الثابت للرئيس محمود عباس ابو مازن من قضية القدس ومقدساتها، فلا اجتهاد، ولا تفسير، وانما نص بكل لغات اهل الأرض، واضح لا لبس فيه ابدا وهو: القدس الشرقية عاصمة فلسطين الأبدية، وهي مفتاح السلام لمن أراد السلام وعمل لأجله بصدق واخلاص، ومن ينكر علينا حقنا التاريخي والطبيعي فيها، ويعمل على تكريس الاحتلال والاستيطان فيها، ويساهم بتهويدها، وطمس طابعها العربي، والمس بمقدساتها، فانه يكون بذلك قد اختار حربا على مدينة الله، ولا يمكننا نحن الفلسطينيين، نحن المقدسيين أهلها ومواطنيها منذ فجر التاريخ الا افتداء مدينة السلام، فلا معنى لحياة الفلسطينيين الحاضرة أوالمستقبلية بدون القدس ومقدساتها.

ربما يعلم رئيس البيت الأبيض، وهذا ما نفترضه بحكم المؤكد، أن الرئيس محمود عباس قد وضع روحه على كفه، واشعل الضوء الأحمر بوجه مستقبل عملية السلام عندما تعرض المسجد الأقصى للعدوان قبل بضعة شهور، وظل- لأيام بلياليها الحالكة ونهاراتها الصعبة المؤلمة- حريصا على ألا تمس الرموز المقدسة، وحقوق المؤمنين في العبادة بكامل الحرية والشعور بالكرامة، أما كون القدس هي روح الشخصية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني، والرمز الرئيس لكينونته السياسية، وهويته الوطنية، وأن الحرية والاستقلال والأمن والاستقرار والسلام في فلسطين والشرق الأوسط لن يتحقق منها أمر بدون أن تعود القدس كما كانت دائما عاصمة فلسطين، فهذا موثق لدى البيت الأبيض حيث نفترض متابعة أجهزة الادارة الأميركية المختصة لكل كلمة رسمية تصدر عن قائد حركة التحرر الوطنية، رئيس الشعب الفلسطيني، ونعتقد أن ذاكرة الرئيس دونالد ترامب قد حفظت جيدا وفي أكثر من مناسبة ما سمعه مباشرة من الرئيس محمود عباس، ونعتقد يقينا أن ذاكرة مستشاريه والمعنيين بتأمين المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، حريصون على ألا تصاب ذاكرة سيد البيت الأبيض (بفايروس نتنياهو العدواني).

لا نريد للولايات المتحدة ألأميركية الخروج على القانون الدولي والاصطفاف الى جانب دولة الاحتلال اسرائيل، لأنها بذلك تشجع تمردها على الشرعية الأممية ومواثيقها وقراراتها، وانما الانحياز الى مبادئ الشعب الأميركي ومصالحه الدائمة، وقرارات الشرعية الدولية، فنحن معنيون برؤية عالم تحفظ فيه القوى الكبرى توازنه، فنحن كشعب حر قررنا منذ مئة عام ألا نكون الضحية لمصالح القوى الاستعمارية، وان قوة في العالم مهما امتلكت من جبروت لن ترغمنا على ترك ارضنا او نزع قلبنا وقلب امتنا بايدينا.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024