فلسطين تحت الأرض وفوقها لك
القدس عاصمة فلسطين/ رام الله 18-12-2017 - كتب بكر أبو بكر
لا شك في عروبة فلسطين منذ 10000 عام (عشرة آلاف عام) كما أشار الرئيس أبو مازن في خطابه الأخير في اسطنبول، أما وجود قبيلة بني إسرائيل العربية المنقرضة هنا، فهو حراك عربي لا شأن مطلقا لقاطني أرضنا اليوم من المنتمين للديانة اليهودية بهم، بمعنى أنهم "أي سكان الكيان" من قوميات عدة ليس بينها رابط وراثي dna قومي مع بني إسرائيل المنقرضين أبدا.
ونحن - اليبوسيين والكنعانيين "الكُنانيين" والفلسطينيين العرب "الفلستيّين"- من قبيلة طيّ وغيرها من قبائل العرب وجدنا في فلسطين قبل الميلاد وانشأنا الحضارة والمدنية والقدس.
وفي ظل سقوط رواية العصر السليماني الداوودي (المنتَسَب لهم من اليهود روحيا لا قوميا) في فلسطين تحت وطأة الابحاث الجديدة والآثار والعلم تسقط اكذوبة الهيكل، واعترافنا بالنبيين لا ينتقص من ايماننا الديني أبدا سواء كانوا بإمارتهم المحدودة في الارجنتين او استراليا او اليمن.
ولكن الحقيقة ان لا تاريخ لهم هنا ومسرح جغرافيا التوراة يخضع لبحوث عميقة من علماء كبار جردته من اكذوبة انطباقه على فلسطين .
وبأي مكان كانت الأحداث التوراتية الممتزجة بالأساطير-مع الاعتبار بخرافية وكذب الكهنة كتبة التوراة بالكثير منها- فان ذلك لا يعطي حقا لأتباع اي ديانة بأرض منشأ الديانة البتة، أي ديانة، ولا لحجر فيها، ويبقى الانتماء الروحي دائم، أما الانتماء للأرض فلشعبها فقط.
ولم تكن المجموعات البشرية المنتمية لليهودية اليوم إلا لأوطانها حسب قومياتها ولم تكن شعبا عبر التاريخ مطلقا، والديانة لا تصنع شعبا او عرقا.
ففلسطين فقط للعربي الفلسطيني كما اليمن للعربي اليمني.
والقوميات المتناثرة المنتمية للدين اليهودي لها بلدانها، وان وجدوا هنا لهدف استعماري غربي تفتيتي للأمة فهو استغلالي محض مغلف بزيف ديني.
ولهم بذلك قرار التقسيم فهنا فقط تبدأ المشكلة والحل.
ولا نحتاج لأي مخاتل او كذاب بالتاريخ من الاسرائيليين اليوم او أعوانهم ليحاول ايجاد صلة قومية او صلة بهذه الأرض ما هو فاسد علميا.
اما أضاليل الشعب المختار والارض الموعودة والتفضيل فهي أضاليل، فالله سبحانه ليس متعصّبا لقبيلة ضد اخرى حاشا لله وهو ليس وكيل أراضٍ.
ولا نهتم بعدد الأنبياء أكانوا أم لم يكونوا هنا حسب الروايات المختلفة التي تؤكد عدم وجودهم الجغرافي هنا.
اذ يكفينا قداسة القبلة الاولى هنا ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد المسيح عليه السلام.
وما مفهوم التفضيل القرآني لأي بشر الا بمعنى فضّلهم بالإيمان والتوحيد أو بالعلم والدعوة بزمانهم المنقضي.
وما مفهوم الأرض التي كتب الله لكم-اي كانت للقوم او الجماعة وبأي جغرافيا- الا بمعنى فرض الله عليكم الدعوة فيها للإسلام او التوحيد وليس لترثوها ابنا عن أب فالوراثة الدينية للعلم والدعوة والأرض يورثها الله بعد لعباده الصالحين.
فلا تنتكس ولا تبتئس ايها المسلم ايها المسيحي ايها العربي ايها الفلسطيني فالأرض لك والسماء والبحر، وما تحت الأرض يشهد وما فوقها، ونبدأ مع هؤلاء الطارئين فقط من النكبة.