شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

الوفاء للمسيح وأرض العقيدة

موفق مطر

سيسجل التاريخ أن الفلسطينيين المسيحيين، قد بدأوا مسيرتهم لتوطين الكنيسة، أي تحريرها من هيمنة (الكهنوتية السياسية) المتنكرة، وإعادة تنظيم هيكلها بما يضمن مكان الصدارة لأبناء الأرض المقدسة (فلسطين) في إدارة شؤون كنائسهم، ويضمن استمرار العلاقة الطيبة المتينة مع المؤمنين في العالم الذين يحجون الى كنيسة القيامة في القدس، والمهد في بيت لحم، ارتكازا على مبدأ خصوصية الحالة الفلسطينية، حيث الخطر الوجودي المحدق بالمسيحيين الفلسطينيين باعتبارهم العائلة الأولى للسيد المسيح عليه السلام، وخطر التهويد الذي سيأتي بالدور على مقدساتهم بعد الانتهاء من مؤامرة تهويد مقدسات المسلمين، ان لم يكن بالتوازي ولكن ليس بنفس مستوى علنية الحملة على الاقصى، والحرم الابراهيمي على سبيل المثال لا الحصر.

رفض الفلسطينيون المؤمنون (المسيحيون) استخدام الدين في السياسة، أو لتمرير مشاريع سياسية تتعارض مع مبدأ (الدين لله والوطن للجميع)، ووقفوا بالمرصاد لمحاولات سلطات الاحتلال الاسرائيلي اختراق النسيج الوطني الفلسطيني، وأسقطوا مبدأ السمع والطاعة لأي رجل دين ما دامت افعاله تتعارض وتخالف تعاليم المسيح، وتخالف القانون الوطني أو قد يهبط بها الى حد جريمة الخيانة.

في ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام حسب التقويم الشرقي، أكد الفلسطينيون المسيحيون أنهم لن يسمحوا بخيانته ثانية، وأنهم لن يغفروا ابدا لمن يفتح في عتمة الليل ابواب الأرض المقدسة لـ (اللصوص والغزاة)، وأنهم سينبذون كل من عمل او ساعد أو مهد لجريمة بيع التراب الذي منه كان المسيح عليه السلام، تراب الأرض المقدسة التي سيعود اليها المسيح وينشر فيها السلام.

اسقط المواطنون الفلسطينيون المسيحيون في بيت لحم بالأمس مقولة تبعيتهم لغير وطنهم، واعلوا هيبة عقيدتهم الروحية، ورموا الى القاع صورة من ظن بقدرته على اكل لحم ورثة المسيح في مذبح الكنيسة التي باع سابقه اراضي من أملاكها لدولة الاحتلال، وخلعوا والى الأبد اي مرتبة من القدسية عمن شارك بجريمة بيع أراضيها او أملاكها للمحتلين والمستوطنين العنصريين.

لا نحتاج لبراهين على صدق واخلاص انتماء الفلسطينيين لأرض وطنهم، فأرض الوطن فلسطين المقدسة هي أم كل الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين وسامريين، ومن لديه ذرة شك بذلك عليه الحضور الى ساحة المهد في بيت لحم ليرى بأم عينه كيف يرفض المواطنون المسيحيون كما المواطنون المسلمون المساس بأرض القدس او مقدساتها.

بالأمس لم يرفض الوطنيون الفلسطينيون في بيت لحم استقبال موكب البطريرك اليوناني ثيوفيليوس الثالث بطريرك الروم الارثوذكس وحسب، بل أكدوا أن الوفاء مبدأ ويقين وعقيدة عند المؤمنين المسيحيين، وأن التفريط او التواطؤ، أو السكوت عن بيع أراض فلسطينية للمحتل والمستوطن اليهودي الاسرائيلي خيانة للمسيح، وان الفاعل بمقتضى العقيدة والقانون والقيم والأخلاق، والمبادئ الوطنية لا يحق له تمثيل الروم الأرثوذكس، أو اي مؤمن مسيحي في فلسطين.

الحدث أمس في ساحة المهد هو الوجه الآخر لانتفاضة الفلسطينيين انتصارا لمقدساتهم، لانتمائهم الوطني، فالمقدس هو روح العقيدة الوطنية، وأرض الوطن هي روح الايمان والعقيدة، فهنا على ارض هذه البلاد المقدسة كان مهد المسيح عيسىى ابن مريم عليه السلام، رسول السلام والمحبة والوفاء والافتداء في بيت لحم، ومن هنا ايضا في القدس كانت قيامته الاعجازية،، وبمكان لصيق تقريبا هنا ايضا على ارض القدس كانت اولى القبلتين، وثالث المسجدين، ومسرى الرسول محمد بن عبد الله (ص) رسول المحبة والسلام والوفاء، فالأرض هي وطن العقيدة والايمان، والوطن هو الأرض والانسان والعقيدة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024