لا تذكروا فلسطين والقدس أبداً!
موفق مطر
ارهاب الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي العنصري الدموي هنا، وارهاب "داعش" الاجرامي الدموي هناك، أما الهدف فهو الفلسطيني دائما.
نواجه وحشا بشريا برأسين، الأول اسرائيلي متطرف يقتل "بسيف الرب"، وآخر اسلاموي يقتل باسم الله ايضا، وكلاهما يشحذ سكين جريمته على دولاب الدين ويبرر جرائمه ضد الانسانية ويمررها للعالم بمصطلحات مقتطعة من كتب مقدسة!
يوم الأحد الماضي أعدم همجيو "داعش" فلسطينيين اثنين من سكان مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية دمشق، وبالتوازي تعدم قوات الاحتلال شبانا فلسطينيين على الطرقات، وتهدم بيوت مواطنين، ويفسد المستوطنون ارض المواطنين الفلسطينيين بهمجيتهم ونزعتهم الاجرامية.
لا تعنينا حجج ومبررات الاحتلال الاسرائيلي وتوأمه "داعش"، ولا حتى التهم التي يتخذونها كمبررات لارتكاب جرائمهم، فالاحتلال و"داعش" لا يملكان اية شرعية لنصب محاكم، او اي سلطة تعطيهما الحق بتوجيه تهم لمواطن فلسطيني، هنا على ارض فلسطين المحتلة او في المخيمات الفلسطينية في سوريا حيث اغتصب "داعش" أمن المخيمات الفلسطينية، وتحديدا مخيم اليرموك، واتخذه قاعدة لممارسة ارهابه على الفلسطينيين في المخيم وعلى المواطنين السوريين والدولة السورية.
احدى الصور المنشورة لواحد من الشابين قبل اعدامه دليل على قناعة هذا الفلسطيني بما كان يفعل، حيث بدا في لحظة مواجهة الموت رابط الجأش، متماسك، فبدا كبطل وفي قلبه ايمان ارتسم على وجهه بأن هذا الداعشي ماهو الا نسخة من جيش الغزو الاستعماري الاحتلالي الهمجي العنصري، حتى لو اختلف منظر الجندي في جيش الاحتلال عن ذاك المخلوق الداعشي في التفاصيل الشكلية، فالصورة تخبرنا بأن الشاب الضحية في مخيم اليرموك تعامل مع الموقف، كما يتعامل الشباب الأبطال هنا في الوطن المحتل اثناء المواجهة الميدانية، او اثناء مواجهة السجان فيما يسمى المحاكم العسكرية، حيث يرفعون رؤوسهم ولا يطاطئونها أبدا، وحيث لا يملكون الا الابتسامة سلاحا تقوى به نفوسهم، فيشيعون الأمل بحتمية انتصار ارادة الروح الوطنية.
عما قريب سيكتشف الأشقاء العرب، وسيكتشف العالم وبالتفاصيل كيفية توليد هذه المنظومة الارهابية واستنساخها، وادراجها في جداول الاستخدام في العالم، والى أن تصبح الحقائق والمعلومات في متناول كل مهتم ومتابع، وبالتأكيد في متناول ذوي الملايين من الضحايا في الأقطار العربية، ودول العالم، قد لا يكون صعبا الاقتناع بأن منظومة واحدة تسيطر على صناعة الارهاب، وتتحكم بآلية توجيهه، وتعززه، وتمده بأسباب الحياة، فداعش كوليد مركب جمع الاخوان المسلمين، وكل اشكال العنصرية والهمجية التي مرت على البشرية في تاريخها، هو توأم الوليد المركب الذي جمع التطرف اليهودي العنصري، مع نماذج الجرائم النازية، وزاد عليها جرائم غير مسبوقة، افظعها محاولة اغتيال شعب بكل مقوماته الثقافية والحضارية، وتفعيل برنامج المجازر، وصولا الى نكران وجوده على ارض فلسطين لتمرير مقولة ارض بلا شعب!.
منذ سنوات استفحل نبت الارهابيين في سوريا، وخرجت اسماء كثيرة لجماعات، تنافست على ارعاب العالم وارهابه بصور، لا يصدق انسان القرن الواحد والعشرين ان بشرا ينهشون جسد الانسان وروحه ونفسه وكينونته المقدسة، بوحشية تفوق مئات أضعاف وحشية الكلاب البرية، باعتبار فارق الخلق بين ذاك المفترس، وهذا الآدمي.!. لكن هؤلاء لم يفطنوا الى ان القدس محتلة، وانها تحتاج الى الجهود المخلصة لكل عربي، وان الاقتتال والصراعات الداخلية الدموية لا يستفيد منها الا الاحتلال الاسرائيلي، وان للشعب الفلسطيني قضية عادلة، الا عندما بدأوا يستشعرون نهاياتهم، فيسارعون لامتطاء قضية القدس والمقدسات التي تئن من وطأة الاحتلال منذ اكثر من ستين عاما، ومثال على ذلك المدعو (الجولاني) -مسؤول ما كان يعرف بجبهة النصرة الاخوانية – حيث يقول: لا يهم كم نكسب او نخسر من المواقع.. فالقدس تنتظرنا"، فهذا الذي لم يشبع من دماء الأشقاء السوريين، يريدنا ان نصدقه أن القدس في خاطره.
وفي هذا السياق لنا كلمة: من يقتل اخاه في وطنه، ومن يتخذ الارهاب والجريمة ويسفك الدماء، ويقتل الفلسطينيين والعرب والمسلمين أو يمس واحدا من شعوب الانسانية بسوء، لا نراه الا في جبهة واحدة مع الاحتلال والارهاب والاجرام لا نريد أن يذكر اسم فلسطين على لسانه ابدا.