"جبهة الإنقاذ"... دويلة على رغيف خبز
بقلم: موفق مطر
يا سبحان الله.. فإن الدايتوني، العميل، عدو حركة المقاومة الاسلامية، الواشي لسلطات لاحتلال ومزودها بالمعلومات عن مجاهديها سيكون المنقذ!!.
يوقعون على وثيقة لتنفيذ اتفاق القاهرة منذ عام تقريبا، ثم يماطلون، ثم يختلقون العقبات، ويضعون على سكة قطار المصالحة ركام الانقلاب بحجم جبال، ويشترطون شرعنة جريمة طعن المشروع الوطني لتمرير عربة واحدة يختارونها من عربات القطار ولكن ليس القاطرة، وانما عربة حمولات فقط، أما كيف سيفعلون ذلك، فالجواب عند عالم اسرارهم، وصاحب الفتاوى المعلبة الجاهزة، حيث يأتي للمعذبين في قطاع غزة بالأحاديث والأخبار والتسريبات عن المنقذ!!.
لم يأت المنقذ هذه المرة من السماء كما وعدوا المساكين في صفوف جماعتهم وانصارهم، وانما من (العميل) قبل الانقلاب كما كانوا يعتبرونه، والمطرود من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بعد ثبوت ضلوعه وضلوع بعض السابحين في تياره في جريمة الإضرار بالمصالح الوطنية الفلسطينية العليا، وثبوت فساده، واستغلال نفوذه وموقعه الرسمي، والمطلوب للقضاء بتهم ارتكاب جرائم، والمحكوم ايضا بتهم سرقة المال العام.
روجوا ظلما صورة غزة الجائعة، وصور الصغار والكبار عند حاويات القمامة وادعوا أنها لمواطنين جائعين في القطاع.
سوقوا الصور وتبرأوا من المسؤولية!! وهم يعلمون أن فيها إهانة غير مسبوقة لأبناء شعبنا الكرام في غزة، فمن يعرف الفلسطينيين في غزة سيقول لك، انهم على استعداد لمواجهة الموت – يواجهونه اصلا – ومصارعته حتى لا تنحني هامة واحد من ابناء هذا البلد العزيز الى داخل حاوية قمامة بحثا عن لقمة، فالخير في غزة وأهلها الى يوم الدين، وما الصور المروجة الا واحدة من الاساليب القذرة لتبرير اغتيال المصالحة، والاستمرار في المؤامرة، وطعن القيادة الوطنية من الخلف، واستبدال المشروع الوطني بمشاريع (تيار الجماعة) .
يسعون لاستبدال حكومة الوفاق الوطني بجبهة انقاذ يدعونها ظلما بالوطنية!! ويتضح بعد رفض كل القوى الوطنية لهذا العبث في الصف الوطني في اشد لحظات الصراع خطورة مع مشروع الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي، ان جبهة الانقاذ المسخ هذه ستتكون من مخادعين ظن الجمهور الفلسطيني انهما كانا في حالة عداء واقتتال، لكن الصورة سرعان ما اتضحت، وليكتشف الفلسطينيون أنهما قد مررا جريمة الانقلاب، وغرزا نصل الانقسام رأسيا في جسد المشروع الوطني، وانهما ينتظران اللحظة التي يعلنون فيها شرعنة واباحة الخيانة بلا حياء او خوف، ومعيلهم ومعينهم على ذلك تطورات اقليمية تهيؤها تل أبيب ومنظومة استخباراتية مساندة لها منها ناطقون بالضاد وآخرون من جنسيات متعددة.
يفعلون ذلك فيما القيادة والجماهير الفلسطينية تخوض معركة القدس المصيرية، وكأنهم يريدون القول للعالم ان القدس ليست قضيتنا، وان انجاز الاستقلال الوطني وقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران بعاصمة فلسطين البدية القدس ليس هدفنا، وأن حراك القيادة الفلسطينية لرد مؤامرة سيد البيت الأبيض ترامب على القضية واللاجئين لا يعنينا، وأن ما يهمنا – هذا حسب الغاية من (تيار الجماعة) هو انقاذ غزة من المجاعة!! فحتى الحصار لم يعد يذكر على السنتهم، فينسجم منشورهم مع أوراق الاستخبارات الاسرائيلية، وتقديرات حكومة نتنياهو، وتوجهات البيت الأبيض بإمكانية انشاء دويلة للفلسطينيين على رغيف خبز ولا بأس ان يكون فينو!!.
ليس ما يفعلونه غباء ولا جهلا بأصول السياسة، وانما ينفذون المطلوب منهم، لانقاذ انفسهم أولا، وأولا وأولا، فأوراقهم باتت مكشوفة، ولم يعد هناك حرج من استمرار اللعبة حتى النهاية.