نتنياهو امام قواعد اشتباك جديدة
بقلم: يحيى رباح
من بين كل التهديدات الكثيرة التي دأب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على اطلاقها في الفترة الأخيرة بعد حصوله على لقبي الفساد من الشرطة الإسرائيلية والكذاب من الإدارة الأميركية، فإنه لم ينفذ شيئا سوى العدوان على قطاع غزة، حين ذهبت طائراته وقذائف مدافعه باتجاه مدينة رفح جنوب القطاع وقتلت المواطنين الفلسطينيين أبو شيخة وأبو غيث، اللذين سقطا شهيدين يرحمهما الله ولهما في ذاكرة شعبهما المجد والخلود، وقد حملت الحكومة الفلسطينية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد.
نتنياهو يذهب الى التصعيد في قطاع غزة، ويتوسل ويستدرج العنف في القطاع، لأن الجهات الأخرى التي يهددها تغيرت معها قواعد الاشتباك سواء حزب الله في لبنان، او الجيش السوري، أو ايران الذي رد وزير خارجيتها ظريف على تهديدات نتنياهو في مؤتمر ميونخ ضد ايران بأنها تشبه السيرك الهزلي، اما سوريا فكان ردها ابلغ حين اسقطت دفاعاتها الجوية طائرة "ال اف ستة عشر" الإسرائيلية، وقالت القيادة العسكرية السورية ان إسرائيل اذا واصلت اعتداءاتها ستواجه مفاجآت أخرى مذهلة، وهكذا لم يجد نتنياهو في يده شيئا يعمله للنهوض، من حفرة الموت التي وقع فيها مؤخرا سوى ان يذهب الى قطاع غزة الذي يتوهم انه حديقته الخلفية يلقي فيها بكل قاذوراته ! وفي الوقت الذي يتبرأ وزير دفاعه افيغدور ليبرمان من أي مسؤولية عن الوضع شبه المنهار في قطاع غزة نتيجه الحصار الإسرائيلي والحروب الإسرائيلية الثلاث، والاعتداءات الاسرائيليبة المتكررة، فإن نتنياهو يذهب الى التصعيد، والاعتداءات، مع ان وزير الدفاع ورئيسه نتنياهو يعلمون علم اليقين ان قطاع غزة قادر على ان يلقنهم دروسا قاسية، وأنهم في إسرائيل بعد الاعلان المشؤوم للرئيس الاميركي دونالد ترامب لم يعودوا اسياد اللعبة كما يتوهمون، فالعالم لم يتنازل عن مواقفه، وقطاع غزة قادر على ان يضيف لارتباكهم ارتباكا شديدا، ولذلك فهم يركزون اسماعهم على ما يقوله الرئيس أبو مازن اليوم الثلاثاء في مجلس الامن، فهو الان يضع القواعد والمعايير اما نتنياهو فلا يبحث الا عن خلاصه الفردي من تهم الفساد والاكاذيب التي صنعها بنفسه.
Yhya_rabahpress@yahoo.com