أرجوك ألا تغادر المسرح!
محمد علي طه
لا أريد أن أكسر مزراب العين ولا أرغب بأن أكون من مجموعة "خالف تُعرف"، ولكنّي أشعر بقلق وزعل على مصير رئيس حكومة إسرائيل الذي حرّض كثيرًا علينا، والذي يبني المستوطنات على الأراضي العربيّة الفلسطينيّة، والذي يعارض عقائديًّا إقامة دولة فلسطينيّة، والذي يحتقر كلّ ما هو عربيّ ما عدا الحمّص والفلافل "الملطوشين" منّا، والذي له علاقات سرّيّة مع ملوك وأمراء ورؤساء وسلاطين في هذا الشّرق، والذي يحكي "أميركاني" ويتصرّف "أميركاني"، وعلاقته مع ترامب "خوش بوش". فلا أرى سببًا وجيهًا لمحاكمته أو مغادرته المسرح السّياسيّ لأنّ نتنياهو ليس الرّئيس الرّومانيّ نيقولاي تشاوتشيسكو، وسارة، زوجته المصون ليست إلينه زوجة نيقولاي. وهو لا يشبه، معاذ الله، جيكوف زوما، رئيس جنوب افريقيا، كما أنّه لا يتعادل ولا يتوازى مع ملوك ورؤساء وحكّام يَعرُبيّين لهم حسابات ضخمة من عشرة منازل في سويسرا، وكلّ ما في الأمر أنّ الرّجل يحبّ السّيجار الفاخر ويحبّ أن يُكيّف ويهيّص، ولماذا لا؟ فالرّجل يتعب ويسهر ويفكّر ويُقرّر. والمشاكل كثيرة وعويصة، وبخاصّة مع إيران وحماس وحزب الله وأبو مازن والاتّحاد الأوروبّيّ، ومع الذين يشربون القهوة معه وعيونهم على كرسّيه. والسّيجار متعة ويطيّر الهموم والزّعل ويجلب الرّاحة وصفاء الذّهن (معذرة من محاربي التّدخين وأعداء السّيجارة والسّيجار والنّرجيلة والغليون)، ونتنياهو يحقّ له أن يدخّن السّيجار الفاخر فالصّديق وقت الضّيق. وماذا يضرّ لو أنّ مليارديرًا أهداه علبة سيجار أو مئة علبة أو ألف علبة، فشعرة من قفا الملياردير مكسب، "ومن كيس غيرك يا مذرّي ذَرّي". وهناك قول مأثور يردّده اخوان الصّفا وخلّان والوفا "سيجارة وكاس حياة النّاس". فدعوا الرّجل يشرب الشّمبانيا. فلا يليق برئيس حكومة أن يشرب الشّاي أو النّيس كافيه أو بيرة مكّابي أو عرق غزالين أو كونياك أبو زبلة. ولماذا لا يهديه الأغنياء صناديق الشّامبانيا؟ هل هذا كثير على الرّجل؟ وهل هذا يؤثّر على ميزانيّة ثريّ؟ وكاسك يا دولة!!
وقد اعتدنا يا سادة يا كرام، طيلة عقد من السّنوات، على خطاباته وتصريحاته وعلى قوانينه وخوازيقه فهل تريدون أن نحضّر أنفسنا لوريث يجري تجارب جديدة علينا؟
ومن هو البديل لأبي يئير؟ ضعوا قائمة للسّياسيّين البارزين من الائتلاف والمعارضة وقارنوا بينهم؟
ماذا سيحدث لو جاء كاتس أو أردان أو ساعر أو بنيت أو ليبرمان؟! ويا عيني على مستقبلنا مع لبيد!! سنشكو من الزّمن ونبكي على أيّام نتنياهو!!
واسمحوا لي ألا أذكر رئيس حزب العمل آفي غباي لأنّ فُرص جلوسه على كرسيّ رئاسة الحكومة تعادل فرص النّائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة.. وأرجو ألا يهاجمني الجبهويّون ويتّهمونني بظلم الجبهة.
أنا قلق وزعلان على مصير نتنياهو. استحوا يا أبناء شعب إسرائيل؟ هل من أجل زجاجات شمبانيا أو نهر شامبانيا نخلع رئيسًا؟ هل يطير الرّجل الأميركانيّ بسبب سيجار كوباني؟
اللهم احفظ نتنياهو ومَسمِرهُ على كرسيّ الحكم من أجل أصدقائه العرب والمسلمين كي لا يشمت بهم الفقراء والجائعون حتى تفرجها يا ربّ العالمين على أمة ذكرها المتنبيّ في بيت شهير له قبل ألف عام.