مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

دير حجلة: حضور موغل في التاريخ

أسامة العيسة: يستقطب دير حجلة، الذي يبعد نحو 3 كلم الى الغرب من نهر الاردن، السياح والحجاج، الذين يقتفون آثار الرهبان الذين عاشوا في واحد من اقدم الأديرة في فلسطين وربما في العالم كله.
 في هذا الدير تعيش الأساطير، الممتدة في عمق التاريخ الحي، لصحراء وادي الاردن، والتي توثقها الارضيات الفسيفسائية في الدير، الذي بني على يد القديس جيراسموس عام 455م، وهو واحد من "نجوم" و"اسود" فترة التنسك الكبرى الفلسطينية في العهد البيزنطي، بالإضافة الى اخرين شاركوا في "غزو" الصحراء بالإيمان والعزيمة، امثال: القديس افثيموس، وثيوكتستس، وتيوذوسيوس، وكياكوس، وسابا، مع الاف اخرين من الرهبان.
 قرب دير جيراسموس، كان يوجد دير اخر يدعى دير مالاون، يرجع تاريخ بناء الدير الى ايام القديسة هيلانة، وكذلك توجد كنيسة صغيرة شيدت على ايام الرسل في كهف، والذي يُعتقد انه استضاف السيدة العذراء والقديس يوسف والطفل يسوع في اثناء رحلتهم من فلسطين الى مصر هربا من هيرودوس وتوجد هذه الكنيسة الصغيرة في يومنا هذا تحت الكنيسة الرئيسة للدير. تتألف كنيسة الدير من ثلاثة اروقة: الرواق المركزي شُيد لإحياء ذكرى القديس جيراسموس والرواق الايمن شيد لإحياء ذكرى القديس افثيموس الذي كان يقع ديره على مقربة من دير القديس جيراسموس، والى الجهة الغربية منه، اما الرواق الايسر فقد شيد لإحياء ذكرى القديس زوسيماس والقديسة مريم المصرية. جميع القديسين المشار اليهم اعلاه عاشوا متوحدين في صحراء الاردن.
 وتضفي الروايات الأرثوذكسية المزيد من الاساطير على قديسي الصحراء واسودها هؤلاء، فالقديس زوسيماس يقال انه عاش فترة طويلة في دير مالاون، اما مريم المصرية فعاشت متوحدة 47 عاما في اعماق الصحراء، ويعتقد البعض بان الله منحها القدرة على المشي على مياه نهر الاردن، بالإضافة لذلك هناك قديس كبير اخر عاش في هذا الدير وكان مساعدا للقديس جيراسيموس هو القديس كيرياكوس الناسك. وبعد اعوام قليلة جاء الى دير مالاون قديسان اخران امثال الاب جيورجيوس ويوانيس لينضما الى متوحدي الصحراء. الاخبار عن دير جيراسيموس ودير مالاون قلت او انقطعت كليا بعد الفتوحات العربية عام 617م، ولاحقا وحد بناء الديرين بدير واحد هو دير القديس جيراسيموس الحالي.
 ويتم احياء ذكرى القديس جيراسموس في اليوم الرابع من اذار من كل عام والذي يحل خلال فترة الصوم الاربعيني ودائما تكون صورته مع أسد، كناية عن أسد جريح يقال بان القديس عالجه، حسب الحكايات المتواترة الاسطورية، وبعدها صار الاسد مخلصا ومرافقا ومساعدا له في اعمال بناء الدير.

 وفي مدخل الدير، تم وضع تمثال نحاسي لأسد، جُلب من اليونان، بالإضافة الى قطع اثرية عثر عليها حول الدير، ومن بينها تابوت قديم، يعود للعصر الروماني.
 وتم تصوير الاسد وحيوانات ونباتات اخرى على الارضيات الفسيفسائية للدير، وكذلك شعار الامبراطورية البيزنطية: النسر ذو الراسين.
 وتعتبر هذه اللوحات، ابداعات فنية، موحية، تظهر فيها حرفية الفنانين البيزنطيين، الذين اضفوا عليها من ارواحهم الكثير.
 ارتبط هذا الدير بعين حلجة التي تقع الى الشمال منه، التي تحيط بها مجموعة كبيرة من اشجار النخيل، مُشكلة واحة صغيرة في تلك المنطقة، حيث تظهر المناطق الجرداء حولها. ويعتقد على نطاق واسع انها في المكان، الذي عُرف في الكتاب المقدس بقرية (بيت حجلة) الكنعانية.
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024