"نافذ جميل مسمار"
بقلم: عيسى عبد الحفيظ
من مواليد مدينة نابلس في 17/5/1944، التحق بالمدرسة وما كاد ينهي دراسته الابتدائية حتى تفتحت عيناه على مأساة شعبه يهيم على وجهه في المخيمات وبؤس اللجوء.
انتقلت أسرته إلى مدينة عمان في أواخر عام 1956 حيث كان يعمل والده، وهناك أنهى دراسته الإعدادية والثانوية.
غادر إلى القاهرة لإكمال دراسته وكان شقيقه الأكبر الأخ المناضل خالد مسمار قد سبقه إلى هناك للدراسة.
كانت رغبته أن يلتحق بالمؤسسة العسكرية وقابل في القاهرة القائد العسكري الأردني عبد الله التل الذي كان يعيش هناك فنصحه بالعودة إلى عمان للالتحاق بالكلية العسكرية هناك.
عاد نافذ إلى عمان والتحق بدورة المرشحين العسكريين عام 1964 وتخرج منها عام 1965 برتبة مرشح ثم رقي إلى رتبة ملازم في المشاة العسكرية في الضفة الغربية.
بعد هزيمة حزيران عام 1967 عاد ليعمل في الفرقة الثانية في منطقة إربد، ثم التحق بقوات المقاومة بعد أحداث أيلول الأسود عام 1970.
حين تشكلت قوات اليرموك تحت قيادة الشهيد سعد صايل (أبو الوليد) تم تعيينه قائداً للسرية الأولى في الكتيبة الثالثة وبقي في موقعه حتى عام 1973 حيث أصيب في غارة اسرائيلية على الجولان السوري المحتل.
نُقل من قوات اليرموك إلى القطاع الغربي وتم تكليفه قائداً لمعسكر تدريب القطاع الغربي في (دوما) تحت إشراف اللواء سعد صايل.
ضم ذلك المعسكر المناضلين من حركات التحرير العالمية مثل حركة (فطاني) لتحرير الفلبين، ومجاهدي خلق الإيرانية التي كانت تناضل لإسقاط نظام الشاه وحزب (توده) والحزب الإسلامي الإيراني. وكان المعسكر والتدريب تحت إشراف الشهيد أبو جهاد مباشرة.
بقي يعمل في القطاع الغربي في دمشق بعد الخروج من بيروت وخاض معارك عدة ضد حركة الانشقاق ما أدى إلى اعتقاله من طرف المنشقين وبقي في السجن أكثر من عام ونصف العام حيث أفرج عنه فغادر إلى الأردن للعمل مع القائد أبو جهاد.
بقي في الأردن حتى توقيع اتفاق أوسلو فعاد إلى أرض الوطن حيث عمل في جهاز الشرطة مديراً للشرطة في أريحا ونابلس ثم مديراً للمرور في المحافظات الشمالية.
حصل على عدة دورات عسكرية وإدارية وشرطية وتدرج في الرتبة حتى حصل رتبة لواء ثم أحيل إلى التقاعد بتاريخ 1/7/2005.
عضو المؤتمرات الحركية لفتح في الرابع والخامس والسادس. تفرغ للعمل في أرضهم بعد التقاعد والموزعة بين الأغوار وطلوزة وعصيرة.
مثال للصدق والانتماء ونموذج للعمل الصامت والهادئ والالتزام بتنفيذ كل المهام التي كان يكلف بها.
وقع صريع المرض ولم يمهله طويلاً فقضى وجرى تشييع جثمانه الطاهر في مقبرة سحاب يوم 20/4/2005.
نعته الهيئة العليا القيادية لحركة فتح وهيئة المتقاعدين العسكريين والمكتب الصحفي العسكري للصحفيين في المحافظات الجنوبية والمديرية العامة للشرطة وقوات الأمن الوطني وهيئة التدريب العسكري لقوى الأمن الوطني.
رحل أبو جميل بصمت كما عاش بصمت تاركاً بصماته على سجل الثورة في كل الميادين العسكرية والتدريب والشرطية، وأعطى نموذجاً في كل المواقع التي عمل فيها وكان قريباً من الناس مما ترك في نفوس الذين عرفوه ذكريات لا تنسى. رحمك الله أيها المثال الصادق على العمل الوطني المعطاء.