لا بد من إسقاط صفقة القرن
بقلم: يحيى رباح
المتتبع للفوضى العارمة التي يحدثها سلوك الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، على مستوى ادارته التي تعاني من القلق وعدم الاستقرار ومسلسل الاقالات التي كان آخرها اقالة الجنرال ماك ماستر من منصبه كمستشار للامن القومي، وكان قد سبقها اقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، واعقبها تعيين جون بلتون بديلا عن ماك ماستر، يلاحظ ان الرئيس ترامب الذي يتخبط في سلوكه الداخلي والخارجي يعاني من اضطرابات كبرى، ومن فراغ عقلي شامل، ومن استهتار قوي بالعلاقات الدولية المرتبطة بمصالح المجتمع الدولي، ربما لأنه يبالغ في قوة حلفه مع نتنياهو وثقته بالدعم الذي سيلقاه من اللوبيات اليهودية، ومن مجموعات المسيحية المتصهنية في اميركا، الامر الذي جعل معركتنا مع الإدارة الأميركية التي يقودها ترامب، معركة مهمة جدا، وعميقة الابعاد، ومحددة الاهداف باسقاط اعلان ترامب بشأن القدس الذي هو المدخل لإسقاط صفقة القرن، التي يتخيل ترامب انه من خلالها سيأتي بما لم يأت به احد، وهو انهاء القضية الفلسطينية.
واعتقد ان ترامب اقام حساباته على مرتكزات وهمية، فهو لم يتوقع هذا القدر الكبير من الشجاعة لدى القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس أبو مازن، بسبب عوامل الضعف التي تعتري الحالة العربية وبسبب الخلافات الداخلية والارتباكات الخارجية، وان شجاعة وموضوعية القيادة الفلسطينية ساعد في بلورة موقف دولي رافض لاعلان ترامب، بسبب خروجه عن القانون الدولي ومصالح المجتمع الدولي، ومع الأسف الشديد فإن سرعة حماس في كشف نفسها كأداة سهلة التجنيد قد جعلها أول الخاسرين في هذه المعركة، كحادث التفجير ضد موكب رئيس الوزراء ورئيس المخابرات والملابسات التي اعتلته بالإعلان عن متهم رئيس ثم قتله، وتصريح صلاح البردويل من قادة حماس الأكثر انكشافا عن حوارات حماس مع الإدارة الاميركية، وضعت صفقة القرن برسم السقوط في بداياتها، ثم جاء قرار الكونغرس الأكثر غباء بأن وقف المساعدات للحكومة الفلسطينيية مرتبط بوقف مخصصات الشهداء والأسرى، وهذا موقف ينضح عنصرية ولا عقلانية، فكيف يطلب من شعب يناضل ضد الحركة الصهيونية منذ مئة وواحد وعشرين عاما ان لا يقدم لعائلات شهدائه ومعتقليه في سجون الاحتلال واجباتهم، ومثلما تسرع ترامب في قراراته مدفوعا بالوهم، تسرع التافهون الذين يدورون في فلكه وهم جميعا برسم السقوط.
Yhya_rabahpress@yahoo.com