الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

إنما الأمم الأخلاق

بقلم: باسم برهوم
صديق لي، عاد قبل أيام من زيارة لليابان، عاد مبهورا ومذهولا مما رآه من هذا الشعب العظيم، الغاية في التنظيم والانتماء لوطنه وحبه له. صديقي هذا، ومنذ أن عاد وهو يكرر سرد تجربته وكأنه صحا لتوه من حلم جميل، ويريد ان يخبر الناس جميعا به. ما رآه صديقي ان هناك شعبا قد تخلى أفراده عن أنانيتهم منذ زمن، ويتبارون في الحرص على وطنهم وجماله ونظافته ونقاء بيئته.
خبرني صديقي الكثير، ولكني توقفت عند قصة واحدة ومعلومة واحدة، القصة حول امراة يابانية في التسعين من عمرها، تصحو مع أول لحظة نور من الفجر وتنزل الى شارع الحي لتنظفه مما قد وسخه. واضاف: "اليابانيون يتبارون فيما بينهم من يسبق الآخر للنزول الى الشارع والعمل على تنظيفه". قال صديقي: مدينة مثل طوكيو عدد سكانها يناهز 36 مليون نسمة لا نجد في شوارعها قصاصة ورق أو أعقاب سجائر أو أي شيء آخر، هي نظيفة بالكامل كحديقة في الجنة. واضاف: ان اليابانيين لا يتنقلون بسيارتهم الخاصة وانما يذهبون الى أعمالهم في وسائل النقل العام حرصا منهم على نقاء بيئة مدنهم وبلداتهم. انهم باختصار صنعوا من بلادهم جنة على الأرض.
الشعب الفلسطيني لا يقل حبا لوطنه عن اليابانيين، بل، ربما أكثر، وهو يضحي يوميا من أجل هذا الوطن، ولديه الكثير من العادات والتقاليد الرائعة، ولكن كل ذلك لا ينعكس بالممارسة في الشارع... لماذا؟؟؟
عندما يتعلق الأمر بالأخلاق وكيف يتعامل البعض مع مدينته وشارعه لا يمكن ان نعلق سلبيات سلوكنا على شماعة الاحتلال. لننظر الى أنفسنا ونتحقق كيف نتعامل مع الشارع وحرصنا على نظافته. قسم كبير منا يعتقد ان الشارع مباح له ويحق له ان يرمي الأوساخ من أوراق وعلب سجائر وأعقاب سجائر. لنرى معا كيف يتعامل سائق السيارة، انه يتباهى بشكل غريب وهو ينتهك القانون، ويقود سيارته دونما اكتراث للبشر الآخرين من حوله سواء كانوا من المارة أو أولئك الذين يقودون سياراتهم مثله. أما بعض المشاة فالواقع معهم هو أسوأ، فهم يقررون في أي لحظة ويبادرون الى قطع الشارع بعيدا عن أي منطقة عبور، يرمون أوساخهم، والأكثر خطورة عندما ترى أما أو أبا لا يمسك بيد طفلته أو طفله ويتركهم يسيرون خلفه وغالبا ما يكونون على طرف الرصيف أو بالشارع.
أحد الزوار الأجانب الذين تعرفت بهم، قال لي ذات مرة عندما أقرأ عنكم انتم الفلسطينيون وأراكم على شاشة التلفاز، أرى شعبا عظيما عنيدا محبا لوطنه، ولكن عندما رأيتكم بالشارع وكأنني أرى شعبا آخر لا يكترث بوطنه ولا شارعه ولا قريته.
لذلك اذكر هنا قول الشاعر:
انما الأمم الاخلاق ما بقيت.. فإن ذهبت أخلاقهم هم ذهبوا

 

 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024