يا شعب الولايات المتحدة الأميركية.. اضمن احترامنا
بقلم: موفق مطر
نعتقد وباليقين أن الشعب الأميركي ومن فرط انشغاله بمشاكله وقضاياه الداخلية، لا يتابع عن كثب كيفية استغلال أموال الضرائب التي يدفعها لسلطات ادارته وتحديدا في مجال السياسة الخارجية، والا لكنا لمسنا مواقفة علنية واحتجاجات منظمة على فساد ادارة بلاده وسوء استخدام أموال الشعب الأميركي في مسار المساعدات والمنح والهبات الخارجية، مال يوظف الجزء الأعظم منه لضمان ابقاء قاعدة الارهاب الأولى في العالم، دولة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصري (اسرائيل) في ذروة قوة تمكنها من الاستمرار بالتمرد على المجتمع الدولي وقوانينه وشرائعه ومواثيقه وقراراته، وممارسة ارهاب الدولة، وانتهاك حقوق الانسان العربي الفلسطيني، وتكريس منظومة العبودية وتطبيقها على شعب فلسطين الحضاري، رغم تحرر الشعب الأميركي وتخلصه نهائيا من قوانين تلك المرحلة ومفاهيمها.
الجانب الآخر من فساد الادارة الأميركية في استخدام أموال الشعب الأميركي، يكمن في استخدام المال للابتزاز السياسي، وتهديد يبلغ حد التلويح به كسلاح لارهاب دول وشعوب ومنظمات دولية، كما يحدث الآن معنا، حيث بلغت سكين تشريعات وقوانين الكونغرس رقاب اللاجئين الفلسطينيين بقرار تخفيض المنحة الأميركية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، وقانون اشتراط استمرار المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية بتوقف قيادة السلطة عن صرف المخصصات لأسر الشهداء وللأسرى، أي ربطها بشرط انتحار قيادة السلطة الوطنية، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، قيادة الشعب الفلسطيني، وتحديدا قائد حركة التحرر الوطنية الرئيس محمود عباس، انتحارا علنيا، تصير معه مبادئ وأهداف الشعب الفلسطيني التحررية، ومكانة أطول ثورة معاصرة، وشرعية الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني والعربي والأممي مجرد رماد.
آن الأوان ليعلم الشعب الأميركي جرائم فساد معظم نوابه في الكونغرس، ومخططات افساد أخلاق الناس في العالم، التي يمررونها عبر قرارات وقوانين، تخدم اصحاب العقلية الاستعمارية، وتتعارض كليا مع مصالح الشعب الأميركي الاستراتيجية على الأمد البعيد وعلاقاته الحسنة والايجابية مع شعوب ودول العالم، وصار لازما التحرك قبل فوات الأوان والوقوف في عرض الشارع وطوله، لمنع انفجار بركان العداء للولايات المتحدة الأميركية التي مس قادة ادارتها وعلى رأسهم دونالد ترامب مقدسات الشعب الفلسطيني أولا، ومقدسات آلاف الملايين من المؤمنين في العالم عندما أعلن قراره باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال والاستيطان (اسرائيل)، وعلى الشعب الأميركي احترام آمال وحقوق الشعوب في الدنيا وعلى رأسها مناصرة تطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وحقه بقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وفي هذا ضمان لديمومة احترام شعوب ودول العالم للشعب الأميركي.
لم تطلب قيادة الشعب الفلسطيني المساعدات من الادارات الأميركية السابقة، ولن تطلبها اية قيادة وطنية فلسطينية، ولن تستلمها ان كانت مشروطة، أو حملت رائحة مساس بمشروعنا الوطني، وبكرامة وعزة نفس وإباء الانسان الفلسطيني، فهذا الثائر الذي بات نموذجا للكفاح، وأدخل على قواميس النضال مصطلحات جديدة، لم ولن يخضع لارهاب كونغرس ترامب، وربما يكون مفيدا ان يسأل اعضاء الكونغرس وزراء حكومة دولة الاحتلال، وأمثالهم المتطرفين العنصريين في الكنيست، عن أسباب فشلهم باستخدام هذا السلاح لارهاب الشعب الفلسطيني وقيادته لاجباره على الخضوع والاستسلام، وربما يسمعون اجابة واحدة منهم: انتم لا تعرفون الفلسطينيين كما نعرفهم، فالغني يناضل قبل الفقير، والحياة عندهم مقدسة، لكنهم لا يخونون ولايغدرون انتماءهم الوطني، ولا يزيفون ثقافتهم، من أجل حفنة دولارات، انه شعب يرفع شعار (الجوع ولا الركوع) ويخاطبه أبو مازن الذي نعتبره الأخطر على وجود اسرائيل بالقول: "ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون" و"لن انهي حياتي بخيانة" يعرف جيدا ما يريد، ويحفظ عن ظهر قلب رواية ومصير الهنود الحمر، وأن الخلود والمجد للانسان الذي يعطي الأرض والوطن عمره.