شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

أركلوجيا السيرة

بقلم: محمود أبو الهيجاء
أدهشنا "الجنرال" عدنان ضميري وهو يرتدي بزة النص الأدبي، الحافلة بنجوم لغة البوح، وجماليات المعنى بتجلياته الإنسانية، في كتابه السيروي "مكان مؤقت"، الذي أشهره يوم أمس الأول، في متحف ياسر عرفات، في أمسية تنورت بطيب الكلام، تقديماً وقراءة أولى للكتاب وصاحبه، وقد فاض بهذا الطيب الروائي الكبير يحيى يخلف، والشاعر والكاتب والروائي القدير المتوكل طه.
أما صاحب الكتاب، فقد أوجز لوعته ومكابداته ومحبته، بترحمات البر على الوالدين والشكر لعائلته فرداً فرداً، على دعمهم ومساندتهم للأديب خالعاً بزة الجنرال، ومن ثم بتكثيف حميم لسيرة الكتاب من المخيم، المكان المؤقت، إلى الاعتقال في سجون الاحتلال، وهنا قدم الكاتب بعناية لافتة، حكاية "حوض النعنع" الواردة في السيرة كواحد من أجمل وأصدق تحديات الروح الفلسطينية لمقترحات الاحتلال الصحراوية الكارهة للحياة، خاصة برموزها الخضراء التي مثلها حوض النعنع الذي زرعه الأسرى في معتقل النقب الصحراوي. فاوض السجان الاحتلالي، الأسير "ضميري"، وكان متحدثاً باسم الأسرى، لاقتلاع هذا الحوض الذي كان المساحة الخضراء الوحيدة في هذه الصحراء، وحين رفض "ضميري" باسم الأسرى جميعهم اقتلاع الحوض، لأن الفلسطيني لا يمكن له ولا بأي حال من الأحوال أن يدوس على الأخضر، وهو الذي ينبته ويرعاه رمزاً للعطاء والحرية، قام السجان الإسرائيلي بسحق الحوض واقتلاعه، دون أن يدري أن أخضر النعناع موجود أصلاً في قلوب الأسرى وتطلعاتهم التي لا يمكن لأحد أن يسحقها.
والفرق هنا واضح الدلالة بين مناضلي الحرية وأعدائها، وهو الفرق بين الفلسطيني صامداً، والمحتل خائباً لا يقوى على النيل من إرادة هذا الفلسطيني حتى لو كان محاصراً بقضبان معتقلاته القمعية.
شكرا لعدنان ضميري، وهو يقدم لنا فصلاً من رواية السيرة الوطنية، وفصولاً من مكابدات الروح الفلسطينية وتجليات تحدياته العظيمة، شكراً لتفتح ذاكرته وقد عبقت بعطر النعناع وصيحة والدته لحظة مولده: "هي يا أهل البلد.. رشيقة جابت ولد"، والحق، يا له من ولد!.

 

 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024