أسئلة تلاحق الأعداء
يحيى رباح
لماذا ؟ رغم فشل مجلس الامن في اصدار قرار بإدانة إسرائيل على عدوانها الذي اقل ما يوصف بأنه عدوان همجي، وشديد الايغال في العنف غير المبرر في قطاع غزة الحبيب الذي خرج عشرات الالاف من شبابه، وشاباته وشيوخه واطفاله في مظاهرات الاحتفاء بيوم الأرض الخالد يوم الجمعة الماضي؟
لماذا ذهب نتنياهو ومعه وزير دفاعه افيغدور ليبرمان، ورئيس اركان جيشه غادي أيزنكوت، باصرار وتعمد ووحشية تصل الى درجة الهستيريا في هذا العدوان؟ فأشركوا طائرات سيطرة دون طيار تقذف المتظاهرين السلميين الذين يحيون ذكرى تاريخية عظيمة، هي الذكرى الثانية والأربعين التي انطلقت في الأساس من بلدات سهل البطوف الثلاث عرابة وسخنين ودير حنا، هذه الذكرى التاريخية الخالدة التي شارك في احيائها الشعب الفلسطيني كله في الوطن والشتات، ولم يكن المشاركون في قطاع غزة نشازا، بل كانوا جزءا عضويا من كل هذه الفعاليات النضالية المتواصلة لاسقاط صفقة القرن الترامبية، هل نتنياهو وائتلافه الضائع الذي يرتجف من احتمالات السقوط، اعتقد انه اذا جامل ترامب اكثر مما يستحق فهذا سينعكس سلبيا عليه.
جيش الاحتلال الإسرائيلي احضر على قمة السواتر الرملية والتلال على حدود قطاع غزة فرق القناصين الأكثر مهارة واحترافا، فهل هذا يعني ان نتنياهو رغم الغزل والضجيح المتبادل بينه وبين ترامب لم يعد مطمئنا الى صفقة ترامب لأنها سقطت ولم يعد مطمئنا الى اعلان ترامب لأنه تحول الى صراخ هستيري مع الذات!
عشرات الالاف لم يكونوا من حماس، ولم يكونوا كلهم من فتح، بل لم يكونوا كلهم من الفصائل، بل كانوا في الأغلبية الساحقة من الشعب، ينتمون للوطنية الفلسطينية، دون سقوف ايديولوجية، ولا سقوف دينية زائفة ولا سقوف يسارية ولا سقوف قومية، بل شعب فلسطين الذي ينتمي بكليته الى فلسطين، وطنه الأول ووطنه النهائي بمسيحييه ومسلميه، يحيون يوم الارض بسلمية يمكن ملاحظتها بالعين المجردة دون حاجة الى كاميرات خلفية واقمار صناعية، ومناطيد، السؤال يلاحق الاسرائيليين، ويلاحق ترامب، ودماؤنا تلاحقهم وتلاحق حتى بعض الذين يسمون انفسهم فلسطينيين مع انهم يثبتون في كل مرة انهم الاحتياط الفاشل للاحتلال، مثل الذين حاولوا افشال المهرجان العظيم داخل الخط الأخضر، ومثل الذين حاولوا خلط الأوراق في قطاع غزة العظيم ويتباهون أمام شعبهم بأنهم على وشك ان تدعوهم أميركا، على وشك ان يتبادلوا اللعب مع إسرائيل، يا لهم كم هم فاشلون، وبارعون فقط في خداع انفسهم، عليهم اللعنة قياما وقعودا، اما شعبنا فما احلى النضال الموحد، وما اجمل صناعة النصر والتاريخ والامل.