قمة القدس والصعود الى الثوابت
يحيى رباح
برغم دوي الصواريخ التي قادتها اميركا ضد سوريا عشية انعقاد القمة العربية التاسعة والعشرين في مدينة الظهران في المملكة العربية السعودية، والتي كان من ابرز اهدافها لفت الانتباه بعيدا عن الثوابت العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، الا ان القمة ومنذ اللحظات الأولى لافتتاحها على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ذهبت في اتجاه مغاير تماما، كان الاتجاه الأقوى نحو القدس التي سميت القمة باسمها، والى التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، ودعم مبادرة الزعيم أبو مازن للسلام التي قدمها في مجلس الامن، والتأكيد الواضح على مرجعية مبادرة السلام العربية بكل بنودها، ما يعني سقوط كل التسريبات الإسرائيلية الأميركية بهذا الخصوص، وإزالة كل الالتباسات، وبالإضافة الى كل ما تضمنه اعلان مؤتمر القدس بخصوص قضايا الامن العربي، والاصطفاف الحازم ضد التدخلات، والتأكيد القاطع على محاربة الإرهاب وقطع شرايينه كافة.
قمة القدس التي كان قد اعد لها إعدادا جيدا ومكثفا من خلال الخبراء ومن خلال وزراء الخارجية العرب، وبتوجيهات شجاعة وحكيمة من القادة، وجهت رسالة قوية الى العالم بأننا امة لها ثوابتها المقدسة، ولها مصالحها الكبيرة، ولها حضورها القوي وسط تطاحن الدول الكبرى، ولها أيضا خطوطها الحمراء، وان ما تقوم به بعض الفئات الداخلية من اختراقات مجنونة او عميلة مثل الحوثيين في اليمن او حماس في قطاع غزة، او الارهابين في سيناء او في ليبيا، او الدول التي تساعد هؤلاء سيلقون ردا حاسما من امة لا تريد لأحد ان يعتدي على استقلال دولها او يلعب مع الأعداء في ساحاتها الداخلية.
وبهذا، فإن قمة القدس ألقت بتأثيرها حتى على الصواريخ المائة وخمسة بقيادة اميركا على سوريا، والتي ثبت ان دوافعها مختلفة، وان تفسيراتها متعددة الى حد التناقض، فبينما اعتبرتها المندوبة الاميركية الجواب الحاسم، اعتبرها الشركاء لا تغير دفة الصراع، ولا تستهدف ما ذهب اليه البعض من تطبيل وتزمير، وقد اكدت القمة بايقاعها ان ما يجرى في شوارع وازقة وحواري القدس هو الذي يصنع المصير.
التحية للزعيم أبو مازن، الذي أثبت ان ثوابتنا الفسطينية هي نفسها ثوابت امتنا، وأكد المؤتمر على هذه الثوابت والحقوق ولن يفرط في واحد منها، واننا مستمرون بثقة وعزيمة في السير على طريق الآلام والصمود والبناء من اجل تحسين هذه الحقوق بإقامة دولة فلسطين كاملة الاستقلال وعاصمتها القدس الشرقية، ولك المجد يا قدس حملت القمة العربية التاسعة والعشرين اسمك المتلألئ، والتي تهفو اليك كل القلوب، وتضيئه ذاكرة كل الأجيال، ومكتوب باسمك الانتصار الحتمي الكبير.