لماذا علم فلسطين مقلوب يا هذه النخبة؟!
موفق مطر
اغفل المتعصب الحزبي والمتطرف العلم الوطني، ورفع راية جماعته السياسية، وعندما اراد استغلال العلم في ذروة مشهد- اغتصاب– الرموز الوطنية رفعه مقلوبا!! فيما أضاف آخرون شعارات أقل ما يقال فيها انها تتناقض مع مبدأ فكرة العلم كرمز وطني للجميع في الوطن الواحد دونما تمييز بين المؤمنين بالعقائد السماوية.
وابتدع آخرون شكلا آخر لرفع العلم الوطني من باب الحياء ورفع العتب، فألصقوه برايتهم الحزبية بما يعادل نسبة 10% فقط من مقاسيها (الطول والعرض) فترى الشباب أو الفتية يحملون رايات احزابهم تغطي كل منها سرير مواطن فقير– على اعتبار ان الفقراء يستخدمون الأسرة الحديدية الفردية– فيما علم الوطن يكاد لا يرى في معمعة التسابق على فرض الراية على زاوية المصورين الصحفيين اثناء الفعاليات أو تشييع الشهداء.. ولكن ان ترفع أو تطبع مؤسسات او هيئات او نقابات العلم على يافطات ضخمة مقلوبا في مناسبات وطنية، او مطلبية، أو في فعالية هدفها ارسال رسالة للعالم، فهذا أمر لا يغتفر، ولا يجوز المرور عليه كخطأ او خلل فني أو مطبعي، وأعتقد يقينا أن الجزاء يجب ألا يقل عن جزاء زميلنا في دورة للحصول على الشارة الخشبية في جمعية الكشافة الفلسطينية عام 1974 نظمت في بيصور في جبل لبنان، حيث كان جزاء رفعه علم فلسطين مقلوبا اثناء مراسم تأدية التحية للعلم الترسيب في التطبيق العملي، رغم جهوده المضنية وقدراته على العطاء والعمل خلال الدورة ذهب ادراج الرياح.
لا نستطيع تحمل رؤية علم فلسطين (المقلوب) في صدر احتفالية أو فعالية بحضور (نخبة) من السياسيين او المثقفين او الاعلاميين، كما لا يمكننا تبرير تسرع زملائنا المصورين الصحفيين في نشر صورهم قبل التمعن في قراءتها جيدا، وتحديدا في موضوع العلم، وقد يقول قائل ان المصور الصحفي يوثق اللحظة (الصورة) من الواقع، وهذا صحيح مئة بالمئة، الأمر الذي يدعونا الى تحقيق أكبر قدر من التوازن ما بين المهنية والثقافة الوطنية، لتحقيق اكبر قدر من الهدف من نشر الصورة خاصة عندما يتعلق الأمر بمخاطبة الرأي العام الأجنبي، والمساهمة في تكوين وعي وطني حسي.
قد لا يكون رفع العلم حسب ترتيب ألوانه الأفقية المتساوية في المقاسات، حسب المنصوص عليه في القانون هو المشكلة الوحيدة وحسب، بل غالبا ما نجد نسخا من علم فلسطين بمقاسات كبيرة مرفوعة في الميادين لا تراعى فيها المقاسات!!
قد يكون مفيدا في هذا المقام الاطلاع على بعض مواد قانون حرمة العلم الفلسطيني رقم (22) لسنة 2005م الصادر باسم الشعب الفلسطيني عن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
حيث جاء في المادة (1): يكون علم فلسطين بالألوان الأربعة والأبعاد والمقاييس المعتمدة من منظمة التحرير الفلسطينية هو العلم الرسمي للبلاد، بحيث يقسم العلم الفلسطيني أفقيا إلى ثلاث قطع متساوية متوازية وذات عرض واحد، بحيث تكون العليا سوداء، والوسطى بيضاء، والسفلى خضراء، مع مثلث أحمر من ناحية السارية قاعدته مساوية لعرض العلم، وارتفاعه مساو لنصف قاعدة المثلث.
مادة (2): احترام العلم واجب على الجميع وتحظر الإساءة إليه أو الاستهانة به قولا أو فعلا.
مادة (3): يجب على الجهات كافة، وكذلك الأفراد، الملزمين برفع العلم، المحافظة على نظافته وصيانته بما يليق بمكانته وبرمزيته.
مادة (4): 1- يرفع العلم الفلسطيني على جميع مقار السلطة الوطنية، ووزارتها، والمؤسسات والمكاتب التابعة لها، ومؤسسات القطاع العام كافة، ومقار أجهزتها، وقواتها، وممثلياتها بالخارج وفي الأعياد والمناسبات الوطنية كافة. 2- يحظر رفع أي علم غير العلم الفلسطيني على الدوائر والمؤسسات الحكومية والأماكن العامة.
مادة (5): يحظر رفع أي علم أو شارة على شكل علم فوق مستوى العلم الفلسطيني في المكان الواحد.
ونقرأ في منشور لوزارة الخارجية حول قواعد رفع وهيبة العلم ما يلي:
يجب أن يُعرض العلم الوطني الفلسطيني فقط في طريقة تتلاءم مع أهميته.. وألا يُعرض بوضعية تجعله أقل منزلة من أي علم أو راية أخرى.
– يجب عدم الإمضاء أو الكتابة على العلم الوطني الفلسطيني في أي حال من الأحوال.
عند رفع أو انزل العلم الوطني الفلسطيني أو عند حمله في عرض أو في موكب، فانه يجب على كل الحضور مواجهة العلم، ويجب على الرجال خلع القبعات أو غطاء الرأس والتزام الصمت.
وكلنا للوطن.. للعلا للعلم.