ناتالي... وصوت اليهود من اجل السلام!
موفق مطر
لجأت آلة الاعلام والدعاية التي يسيطر عليها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة للتشهير والاساءة لسمعة اي فنان عالمي يرفض الدعوات الموجهة اليه من جهات رسمية او خاصة لزيارة (اسرائيل) ومثال على ما حصل للفنانة النيوزيلندية لورد "Lorde" التي ألغت حفلها في تل ابيب، لكن حملة الاساءة لسمعة هذه الفنانة العالمية انتقاما منها بسبب موقفها وتضامنها مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، دفعت اكثر من مئة شخصية عالمية، والى جانبهم نجوم من هوليوود، الى نظم رسالةً دعم ومساندة نشروها في صحيفة الجارديان البريطانية.
لا يقبل أي فنان يتمتع بالحد الأدنى من المعرفة والثقافة والحس الانساني العالي، ويؤمن بمبادئ السلام بين الشعوب والأمم، ويُنظَر اليه (كمثل أعلى) لدى عشرات الملايين في العالم، لا يقبل على نفسه السقوط في ماكينة دعاية اسرائيلية تشرعن الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وتنكر حق الشعب الفلسطيني في أرض وطنه فلسطين، أو استخدام اسمه وشهرته للتغطية على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، فكيف والأمر مع الفنانة العالمية بورتمان وهي ترى بأم عينها صور جرائم على خلفية عنصرية يقرها ويأمر بتنفيذها قادة سياسيون وعسكريون في دولة الاحتلال اسرائيل رغم ضجيج ادعاءاتهم بأنهم ضحايا النازية !! ، فذاكرتها الشخصية الانسانية مازالت تستعرض صور جريمة النازيين بقتل جدها وجدتها من ناحية ابيها في معتقل (اوشفيتز) الذي انشأه جيش هتلر في بولندا بعد احتلالها ؟!.
يعتقد قادة المشروع الاحتلالي الاستعماري في دولة الاحتلال اسرائيل بفكرة ان كل يهودي في العالم معهم، ومضمون كجندي في خدمة سياستهم ، لكن ناتالي بورتمان التي رجعت الى موطن أمها الأميركية اليهودية بعد ثلاث سنوات على مولدها في القدس الغربية وبعد ان عانى اجدادها مرارة التمييز والتهجير من مواطنهم الأصلية، من الطبيعي أن يشهد العالم موقفا منها يجسد المعنى الحقيقي لمكانتها الريادية في عالم الفن والثقافة الذي من شأنه تعميم مبادئ المحبة والسلام والعدالة والحرية على الأرض وشعوبها.
شكرت منظمة "صوت اليهود من أجل السلام" ناتالي بورتمان على موقفها الرافض لتسلم جائزة مؤسسة جينيسيس الاسرائيلية، التي تمنح جائزتها لأشخاص ترى فيهم "مصدر الهام للمجتمع اليهودي والقيم اليهودية "، وبرفضها تكون قد وضعت علامة استفهام كبيرة حول "القيم اليهودية" التي حرفتها وزورتها عصبة النظام الحاكم في اسرائيل، مذ عملت على تجيير وتوظيف المجتمع اليهودي لصالح مشاريع اقل ما يقال فيها إنها ستجلب العار لمجتمعات اليهود في العالم الذين تظهرهم الدعاية الاسرائيلية كجيوش موازية في مواقع استراتيجية في العالم، فيما العالم يرى ويسمع ويقرأ عن جرائم جيش الحرب الاسرائيلي هنا على ارض فلسطين ضد شعب فلسطين صاحب الأرض والحق التاريخي والطبيعي.
رفضت ناتالي بورتمان الممثلة الأميركية ونجمة هوليوود حضور حفل مؤسسة جينسيس في (القدس المحتلة) واستلام جائزة قيمتها حوالي مليوني دولار، ومسؤولون كبار في دولة الاحتلال اعربوا عن "حزنهم العميق وخشيتهم من تسييس الجائزة ولم يستطيعوا كتم خوفهم من تأثير حركة المقاطعة الدولية ونجاحها في عزل سياسة دولة الاحتلال (إسرائيل) اقتصاديا وثقافيا وأكاديميا ايضا بسبب جرائم جيشها ومستوطنيها وسياسة حكومتها العنصرية ورفضها الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة، وأكثر ما يخشاه المسؤولون في هذه الدولة المتمردة على الشرعية الدولية، والقانون الدولي.
يعتبر موقف مخرجة الأفلام والمنتجة والممثلة الأميركية ناتالي المولودة في القدس الغربية عام 1981 والتي تحمل الجنسية الاسرائيلية الى جانب جنسيتها الأميركية، استكمالا لقائمة من 26 فنانا عالميا رشحت أسماؤهم لنيل جائزة اوسكار العالمية للسينما رفضوا تلبية دعوات لزيارة (اسرائيل) برحلات مدفوعة الثمن، كموقف اخلاقي من سياسة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والتطهير العرقي التي ينتهجها " النظام في اسرائيل".
قبل كتابة السطر الأخير قالت بورتمان: "لقد تم انشاء إسرائيل قبل 70 عاما كملاذ للاجئين من الهولوكوست، ولكن سوء معاملة من يعانون من فظائعها اليوم لا يتوافق ببساطة مع قيمي اليهودية ".
بقي للتذكير أن مؤسس "جينيسيس برايز" هو ميخائيل فريدمان ومعه رجال أعمال أثرياء، وتتشارك في نشاطاتها مع مكتب رئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي والوكالة اليهودية لإسرائيل ".